أصبحت شركة “بي واي دي” بلا شك قوة عظمى في إنتاج سيارات الطاقة الجديدة، واختارت الشركة أن تكشف النقاب عن السيارة رقم 10 مليون من السيارات الهجين أو الكهربائية بالكامل في العيد الثلاثين لتأسيس الشركة. ويسلط هذا الإعلان الضوء على قصة صعود مُدهشة لشركة "بي واي دي" من مؤسسة ناشئة قوامها 20 موظفا عام 1995 إلى عملاق دولي به نحو مليون موظف، فأي إرادة وأي رؤية إستراتيجية تلك!
واحتفلت الشركة بعيدها الثلاثين في مصنعها في مدينة شنتشن شانوي بالصين، حيث عرضت سيارة "دينزا زد 9" (Denza Z9) رقم 10 مليون في تاريخ الشركة. وعكس احتفال الشركة بحضور السيد فينج جي، الرئيس التنفيذي لشركة جيم ساينس ومبتكر لعبة "بلاك ميث وكونج" الشهيرة، التعاون الوثيق بين الشركات من مختلف الصناعات المستقبلية.
رحلة الـ 10 ملايين سيارة نظيفة
لم يكن صعود “بي واي دي” إلى قمة هرم السيارات الكهربائية سباقا قصيرا، بل ماراثون دام عقودا. يستذكر رئيس مجلس الإدارة والرئيس وانج تشوانفو الأيام الأولى للشركة ورحلة تطورها إلى قوة عظمى متعددة الجنسيات؛ فيُرجع الفضل إلى ثقافة الهندسة العميقة لدى الشركة قائلا: "روح مهندسي بي واي دي هي نفس روح شركتنا".
وتروي أرقام الشركة هذه المسيرة نحو القمة: فقد استثمرت الشركة 15 عاما كاملة كي تُنتج أول خمسة ملايين سيارة طاقة جديدة، ثم أنتجت الخمسة ملايين التالية في 15 شهرا فقط! ما يؤكد التزامها بمد نطاق النقل المستدام بسرعة وكفاءة.
لقطة من داخل مصنع الشركة في شنتشن-شانوي.
ثورة هندسية بامتياز
أحد الجوانب الفريدة في نجاح “بي واي دي” هو النهج الذي يركز على الهندسة. ويتناول كتاب للصحفي الشهير تشين شو بعنوان "روح المهندسين" ثقافة شركة "بي واي دي" بعدما عقد مقابلات صحفية مع أكثر من 100 موظف في الشركة؛ يقول الكاتب إن تركيز "بي واي دي" على الهندسة أسرع وتيرة الابتكارات التكنولوجية، كبطارية النصل وتقنية "دي إم آي" سوبر هايبرد.
وتتضمن خارطة طريق الشركة للسنوات القادمة استثمارات كبيرة في الذكاء الاصطناعي وأنظمة السيارات الذكية، وخطط لإنفاق 100 مليار يوان على دمج التقنيات المتطورة في جميع ابتكاراتها.
رؤية تتجاوز السيارات
وتمتد مساهمات بي واي دي أبعد من السيارات في مجال المساهمة في الجهود الدولية للتخلص من الكربون. فالشركة، التي أبصرت النور كشركة للبطاريات في بداية الأمر، لديها منتجات مثل توليد الطاقة وتخزينها ونقلها. وتنتشر سيارات الطاقة الجديدة من إنتاجها في ست قارات وأكثر من 70 دولة و400 مدينة، ما يعزز دورها المحوري في خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وتتمتع الشركة بسجل حافل من الإنجازات الرائدة في الصناعة: فقد كانت أول شركة سيارات في العالم تتوقف عن إنتاج السيارات التقليدية. واليوم، تواصل الشركة قيادة سوق سيارات الطاقة الجديدة، خاصة في الصين، حيث تصدرت قوائم المبيعات على مدار عقد من الزمان.
طرحت "بي واي دي" سيارة الطاقة الجديدة رقم 10 مليون (موديل "دينزا 9") بحضور السيد فينج جي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة جيم ساينس.
نظرة للمستقبل
مع دخول شركة “بي واي دي” عقدها الرابع، تظل أهداف الشركة طموحة ومرسومة بعناية: وهي قيادة التحديث الشامل لتقنياتها، وتعظيم السوق العالمية، وتحقيق تطلعات تأسيس عالم أكثر اخضرارا.
وأعلنت “بي واي دي” أنها ستستثمر 100 مليار يوان (نحو 50 مليار درهم إماراتي / 14 مليار دولار أمريكي) في تطوير التقنيات الذكية التي تدمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة السيارات، ما يؤدي إلى ترقيات شاملة لجميع سياراتها.
وأطلقت الشركة وثيقة مبادئ توجيهية أساسية تُلخص فيها مبادئها واستراتيجياتها للمستقبل، كي تضمن بقاءها على المسار الصحيح.
وبالنسبة لشركة “بي واي دي”، لا تقتصر المرحلة التالية على إنتاج مزيد من السيارات؛ بل تتعلق بإعادة صياغة تصورات الناس عن النقل. ويضمن التزام الشركة بالاستدامة والتميز التكنولوجي بقاءها في طليعة ثورة السيارات الكهربائية الجديدة.
لكن الطريق للأمام لا يخلو من عثرات محتملة كما يعلمنا التاريخ. فإلى جانب الشركات الصينية الأخرى، تواجه الشركة احتمال فرض تعريفات تجارية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي بيئة تجارية تنحو نحو الحمائية، تحتاج الشركة إلى بذل جهد أكبر لمواصلة النمو بنفس الوتيرة على الأرجح!
إنجاز يستحق الاحتفاء
تعتبر الذكرى السنوية الثلاثين لتأسيس “بي واي دي” أكثر من مجرد احتفاء بإنجازات الماضي، بل تذكير بالقدرات الفائقة التي تجنيها الشركات من مواصلة الإبداع والمثابرة. وكما قال السيد وانج، "الرؤية الجريئة والتنفيذ الدؤوب والمثابرة المستمرة" كانت ركائز نجاح “بي واي دي”.
وانطلقت شركة "بي واي دي" من شركة ناشئة بها 20 موظفا إلى عملاق كوكبي يُنتج 10 ملايين سيارة طاقة جديدة في 30 عاما، وهي رحلة مُلهمة على قوة التفكير الكبير والالتزام بالمستقبل المستدام. وبينما يبحث العالم عن قادة في التحول الأخضر، تبرز شركة “بي واي دي” كمثل أعلى ورمز لهذا التحول.