استثمر صندوق الاستثمار السيادي التابع لحكومة أبوظبي (CYVN Holdings) مليار دولار في شركة نيو (NIO) الصينية المصنعة للسيارات الكهربائية، في خطوة من شأنها دعم ميزانية الشركة وتوفير التمويل اللازم لتوسيع أعمالها واستثماراتها. وبهذا الاستثمار اكتسب الصندوق السيادي التابع لحكومة أبوظبي حصة 7% في الشركة.
وعلق ويليام لي، مؤسس ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة نيو الصينية قائلا: "تُظهر الاستثمارات الاستراتيجية من الصندوق السيادي القيم الفريدة التي تمتلكها شركة "نيو" في صناعة السيارات الكهربائية الذكية. وسوف تعزز هذه الصفقة الاستثمارية ميزانيتنا وتدعم جهودنا المستمرة في تسريع نمو الأعمال، وتدعم الابتكار التكنولوجي وبناء القدرة التنافسية للشركة في المدى الطويل."
ومن جانبه رحّب السيد جاسم الزعابي، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للصندوق، بالصفقة قائلا: "استثماراتنا الإستراتيجية في شركة نيو تقوم على تقديرنا للعلامة التجارية الرائدة ومنتجاتها المبتكرة وقدراتنا التكنولوجية المثبتة في سوق السيارات الكهربائية الذكية".
وتابع الزعابي: "نشعر بحماس لتطوير شراكات استراتيجية مع شركة نيو، ونحن ملتزمون تماما بإضافة قيمة إستراتيجية تدعم نمو الأعمال الدولية للشركة. وسوف نتعاون مع شركة نيو لدفع التحول العالمي للطاقة والنمو المستدام لخدمة الإنسانية."
وتعكس هذه الصفقة الاستثمارية الكبيرة العلاقات الاقتصادية المتزايدة بين الدول العربية والصين، وتسلط الضوء على إستراتيجية تنويع الاستثمارات التي تتبعها دول المنطقة.
وطالما اكتسبت أبوظبي شهرة كبيرة كمركز للاستثمارات المالية الدولية بفضل دورها كلاعب مهم في سوق النفط الدولي. لكن مع تزايد المخاوف من الاعتماد على النفط والحاجة إلى إبداع مصادر دخل مستدامة، نجحت أبوظبي في ابتكار فرص استثمارية متميزة في القطاعات الاستراتيجية ذات المردود المميز في المدى الطويل.
وظهرت صناعة السيارات الكهربائية كقطاع قادر على تحقيق القيمة المضافة في المدى الطويل. وفي ظل مخاوف تغير المناخ في أنحاء العالم، تسعى الحكومات للحد من انبعاثات الكربون، وأصبح هناك تركيز متزايد على اعتماد حلول التنقل الكهربائي. وبرزت الصين كدولة رائدة عالميا في إنتاج السيارات الكهربائية، ما يجعلها وجهة جذابة للاستثمار الأجنبي المهتم بهذا القطاع.
وتعتبر شركة "نيو" الصينية واحدة من أبرز مصنعي السيارات الكهربائية في الصين. وتأسست عام 2014 في شنجهاي، وسرعان ما اكتسبت شهرة عالية بفضل الأداء الراقي لسياراتها. ونجحت الشركة في ترسيخ مكانتها كمنافس قوي لشركة تسلا الأمريكية معتمدة على سوق السيارات الصيني العملاق.
وتسعى الشركة إلى ابتكار حلول تقنية مبتكرة في السيارات الكهربائية، كنظام تبديل البطاريات الذكي الذي يتم تجربته في مشروع مشترك مع شركة "سينوبك" (Sinopec) في الصين.
وفي السنوات الأخيرة، ضخت الصين استثمارات كبيرة في عدة قطاعات بالدول العربية، منها مشاريع الطاقة كمصافي النفط ومحطات الطاقة ومشاريع البنية التحتية كالموانئ والسكك الحديدية؛ والمشاريع العقارية والسياحية وغيرها.
وتعيش صناعة السيارات الكهربائية مرحلة صعود فلكية يبدو أنها سوف تستمر في المدى المنظور. ولهذا نتوقع المزيد من الصفقات الاستثمارية العملاقة باتجاه الصين في الفترة المقبلة.