عالمي |  الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

روكس موتور ودبليو موتورز تطلقان مصنع السيارات الكهربائية في أبوظبي

تتعاون شركة روكس موتور الصينية لصناعة السيارات الكهربائية مع شركة دبليو موتورز في دبي لإنتاج سيارة روكس 01 الرياضية متعددة الاستخدامات في منشأة جديدة، مما يعزز أهداف الصناعة 4.0 في الإمارات العربية المتحدة. تعزز الشراكات الاستراتيجية جهود تكنولوجيا البطاريات والاستدامة مع تسريع دول الخليج في التحول إلى ابتكار السيارات النظيفة.

تحتاج شركة روكس موتور الصينية لصناعة السيارات الكهربائية الفاخرة (EV) إلى أن تؤخذ على محمل الجد بشكل متزايد كلاعب في مجال السيارات في الشرق الأوسط، فقد دخلت الشركة في شراكة مع شركة دبليو موتورز ومقرها دبي لإنشاء منشأة لتصنيع السيارات الكهربائية في أبوظبي. ويشير هذا التعاون، الذي أُعلن عنه مؤخراً، إلى التزام أعمق من جانب دول الخليج برعاية قطاعات السيارات المزدهرة في ظل سعيها لتنويع اقتصاداتها بعيداً عن الاعتماد على النفط.

الاستفادة من قدرات الإمارات العربية المتحدة

سيكون المنتج الرئيسي لهذا المشروع هو ROX 01، وهي سيارة رياضية متعددة الاستخدامات متوسطة الحجم تعمل بالاحتراق والكهرباء، ومن المقرر إنتاجها في منشأة W Motors التي تم إنشاؤها حديثاً. وعلى الرغم من التوقعات الكبيرة المحيطة بهذا المشروع، إلا أن الشركتين لم تفصحا بعد عن التفاصيل المالية أو الجدول الزمني لطرح الوحدات الأولى. يُنظر إلى هذا التطور على أنه جزء من استراتيجية أوسع تتماشى مع مبادرة الإمارات العربية المتحدة "عملية 300 مليار"، والتي تهدف إلى تعزيز مساهمة قطاع التصنيع في الاقتصاد الوطني بشكل كبير.

واستكمالاً لجهودها في التصنيع، وقّعت شركة ROX Motor أيضاً اتفاقية استراتيجية مع شركة Enercap ومقرها الإمارات العربية المتحدة لتطوير بطاريات عالية الأداء لمجموعة سياراتها الكهربائية. وتكتسب هذه الشراكة أهمية بالغة، نظراً للطلب المتزايد على السيارات ذات الكفاءة في استهلاك الطاقة والأداء العالي في سوق تتطور بسرعة. وعلاوة على ذلك، بدأت شركة ROX برنامجاً مشتركاً للبحث والتطوير مع شركة بروج، وهي شركة بتروكيماويات عملاقة في مجال البتروكيماويات، مع التركيز على استخدام مواد البولي أوليفين في تصميم السيارات، مما قد يعزز جهود الاستدامة.

"تعمل هذه الشراكة على تسريع نمونا الإقليمي وتتماشى مع الاستراتيجيات الصناعية لدولة الإمارات العربية المتحدة. وبالتعاون مع شركة دبليو موتورز، نعمل معاً على بناء مستقبل التنقل المستدام في الإمارات العربية المتحدة وخارجها."

تكملة الصناعة 4.0

يتزامن هذا التوجه نحو سوق السيارات الكهربائية مع مبادرات الإمارات العربية المتحدة الأوسع نطاقاً في إطار برنامج الصناعة 4.0، والذي يهدف إلى تعزيز الإنتاجية الصناعية بمقدار 301 تيرابايت في ثلاثي الأبعاد، وبالتالي تعزيز مكانة الدولة كمركز تصنيع عالمي لتكنولوجيا المستقبل. ومن خلال الاستراتيجيات الإصلاحية التي تستهدف التحول الرقمي والابتكار، تضع الإمارات العربية المتحدة نفسها بشكل متزايد في طليعة الثورة الصناعية الرابعة. كما تعمل الحكومة على تحفيز تبني الصناعة للتقنيات المتقدمة من خلال تقديم تدابير مثل الإعفاءات من الرسوم الجمركية والطرق المحتملة للحصول على الإقامة الدائمة للمستثمرين، كما هو موضح في برامجها.

وقد تعززت استراتيجية أبوظبي بشكل أكبر من خلال افتتاح مركز مخصص لصناعات السيارات الذكية وذاتية القيادة في عام 2023، والذي يهدف إلى تحقيق هدف طموح يتمثل في إضافة ما يصل إلى 120 مليار درهم إماراتي (حوالي 1 تيرابايت و433 مليار تيرابايت) إلى الاقتصاد بمرور الوقت. ويحظى هذا الدعم المؤسسي القوي بدعم هذا الاستثمار الكبير الذي يعد جزءًا من استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 التي تهدف إلى مضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة ثلاث مرات وتحقيق التوازن بين الإمداد والالتزامات البيئية.

ليس فقط الإمارات العربية المتحدة

كما اكتسبت تطورات أخرى في مجال السيارات في المنطقة زخماً. على سبيل المثال، أنشأت شركة NWTN في دبي منشأة قادرة على تجميع ما يصل إلى 10,000 سيارة كهربائية شبه مغلقة سنوياً، مما يدل على أن قدرات التصنيع المحلية آخذة في التوسع. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الشركة انسحبت في السابق من استثمار محتمل بقيمة $500 مليون دولار في شركة إيفرغراند الصينية المتعثرة لتصنيع السيارات الكهربائية، مما يشير إلى التقلبات الموجودة في سوق السيارات الكهربائية العالمية.

وفي المملكة العربية السعودية، يحظى قطاع السيارات الكهربائية بالاهتمام أيضاً، حيث يخطط صندوق الاستثمارات العامة السعودي وشركة هيونداي موتور لإطلاق مشروعهما المشترك للسيارات الكهربائية بحلول أواخر عام 2026. بالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن تقدم شركة "سير"، أول شركة محلية مصنعة للسيارات الكهربائية في المملكة، طرازها الافتتاحي في الإطار الزمني نفسه تقريباً، مما يدل على التوجه الإقليمي نحو تحويل وسائل النقل الكهربائية.

تعكس هذه التطورات التزاماً متزايداً بين دول الخليج بتعزيز صناعة سيارات مستدامة تعطي الأولوية للتكنولوجيا المبتكرة والإشراف البيئي. من خلال التركيز على السيارات الكهربائية والتصنيع الذكي، لا تضع الإمارات العربية المتحدة وجيرانها أهدافاً اقتصادية طموحة فحسب، بل تتماشى أيضاً مع الجهود العالمية الرامية إلى معالجة تغير المناخ من خلال حلول الطاقة الأنظف.

ومع التحول الذي يشهده قطاع السيارات في الشرق الأوسط، فإن الشراكات مثل تلك التي تجمع بين روكس موتور وW Motors تجسد الرؤية الاستراتيجية للمنطقة التي تهدف إلى أن تصبح منارة للتقدم التكنولوجي والمرونة في مواجهة المتطلبات المتغيرة والضرورات البيئية.

المنشورات ذات الصلة

المشاركات الاخيرة

انخفاض تكاليف تصنيع السيارات الكهربائية إلى ما دون سيارات البنزين بحلول 2027 بفضل الابتكار التقني

انخفاض تكاليف تصنيع السيارات الكهربائية إلى ما دون سيارات البنزين بحلول 2027 بفضل الابتكار التقني

من المتوقع أن تنخفض تكاليف تصنيع السيارات الكهربائية إلى ما دون سيارات البنزين بحلول عام 2027، بفضل تقنيات البطاريات، والأتمتة، والتحول في سلاسل التوريد. ولا تزال البطاريات وتكاليف العمالة تمثلان تحديات، إلا أن الابتكار المستمر يضع الصناعة على مسار أكثر كفاءة.

أحدث مقاطع الفيديو

11 يونيو، 2025