متوقع أن تشهد المملكة العربية السعودية نموا قويا في سوق السيارات الكهربائية والسيارات الهجين في السنوات المقبلة حسب دراسة جديدة لشركة "آليكس بارتنرز" (AlixPartners) سلطت الضوء على قدرات النمو الكبيرة في السعودية في مجال السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات (BEVs) تحديدا. واعتبرت الدراسة أن السوق السعودي يستعد لاستقبال طفرة في سوق السيارات الكهربائية والهجين على خلاف الأسواق الأمريكية والأوروبية التي بدأت تظهر عليها علامات الركود! ويضع هذا الاتجاه السعودية كلاعب رئيسي في سوق السيارات الكهربائية العالمية، مع اهتمام قوي من المستهلكين.
وفقا للدراسة الصادرة تحت عنوان: مسح دولي لآراء مستهلكي السيارات الكهربائيةلعام 2024، فإن 71% من مُلاك السيارات في السعودية قالوا باحتمالية كبيرة أو احتمالية معتدلة أن يشتروا سيارة كهربائية هذا العام. ومن المتوقع زيادة هذا الرقم إلى 85% عام 2035، وهو ما يتجاوز بكثير نوايا شراء السيارات الكهربائية الحالية في الولايات المتحدة وأوروبا، والتي تراوحت بين 35% و43%.
محركات السوق ومعنويات العملاء
شملت الدراسة 10 آلاف مشارك من عشرة أسواق، أي أكثر من 80% من السوق المحتملة لمبيعات السيارات الكهربائية عالميا. ودرست عوامل مثل الاهتمام العام بالسيارات الكهربائية بالكامل والسيارات الكهربائية الهجين (PHEV)، وحساسية المستهلكين للأسعار، والوعي بالعلامات التجارية.
وفي السعودية، جاءت مخاوف تكلفة السيارات الكهربائية وتوافر البنية التحتية للشحن أقل انتشارا مقارنة بالمعدلات العالمية. لكن أشارت الدراسة إلى أن المستهلكين السعوديين ركزوا أكثر على السلامة وتعقيد تكنولوجيا السيارات وخدمة ما بعد البيع. ويشير سلوك المستهلك في السعودية إلى وجود سوق قوية جاهزة لتبني السيارات الكهربائية بشكل سريع.
دور السيارات الصينية
كشف الاستبيان أن المستهلكين السعوديين لديهم درجة عالية من الوعي بعلامات السيارات الكهربائية الصينية. وذكر 93% من المشاركين في الاستبيان أنهم على دراية بمصنع صيني واحد على الأقل. وجاءت علامة “بي واي دي” في طليعة الماركات التي تعرف عليها السعوديون. وبذلك يأتي السوق السعودي على نقيض الأسواق الدولية التي تراوح الوعي فيها بالماركات الصينية بين 47% و71%.
العلامات التجارية الصينية مثل “بي واي دي” أصبحت معروفة في السعودية على نطاق أوسع من أسواق ناضجة أخرى.
آثار الصناعة
وأشار أليساندرو ميساليا، الشريك والمدير العام لشركة "اليكس بارتنرز" إلى جاذبية السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات والسيارات الهجين القابلة للشحن (PHEV) في السوق السعودي. وقال إنه بينما اكتسبت السيارات الكهربائية بالكامل قوة دفع واضحة، يرى قطاع من السوق في السيارات الهجين القابلة للشحن بديلا عمليا يضمن نطاق سير طويل ومرونة في خيارات الشحن والتموين. يعكس هذا الاتجاه سلوك المستهلك في الولايات المتحدة وأوروبا أيضا، حيث تحظى السيارات القابلة للشحن بشعبية واسعة لنفس الأسباب.
وأضاف ميساليا: "في السعودية، نشهد اتجاها موازيا لما حدث في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يتزايد إعجاب الراغبين في شراء السيارات الكهربائية بالسيارات الهجين القابلة للشحن كبدائل عملية. ويعكس هذا التحول رغبة المستهلك في تلبية الاحتياجات الفورية والتخلص من مخاوف الشحن ومدى السير. ومع تكيف شركات السيارات والموردين والتجار التقليديين مع هذا التحول، ستكون هناك تحديات كبيرة في تحقيق التوازن بين المتطلبات الحالية والمستقبلية.
ومن المتوقع أن يؤدي الإنتاج القادم لسيارات "لوسيد" (Lucid) و"سير إي في" (Ceer EVs) في السعودية إلى تغيير رغبات المستهلكين وزيادة المنافسة. ومن المرجح أنه مع زيادة إنتاج هذه السيارات يزداد الوعي بالعلامة التجارية المحلية وتتحرك ديناميكيات السوق، وهو ما يمثل فرصا وتحديات أمام الشركات الدولية الراغبة في دخول السوق.
النظرة المستقبلية
يتماشى اهتمام السعودية المتزايد بالسيارات الكهربائية مع الأهداف الاقتصادية والبيئية الأوسع نطاقا للمملكة. ومع سعي السعودية لتنويع اقتصادها، ستكون سوق السيارات الكهربائية وسيلة واعدة لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام. ومن المرجح أن تؤدي سياسات الحكومة الداعمة للاستثمار واستثمار الحكومة في البنية التحتية للسيارات الكهربائية إلى إسراع هذا التحول.
وتشير التقديرات إلى أن السعودية قادرة بلا شك على إحداث التغيير السريع في نوعية وجودة السيارات التي تسير على طرقاتها.
الصورة من مصنع إنتاج السيارة "لوسيد" في السعودية.