هكذا تستثمر شركات السيارات الذكاء الاصطناعي في سياراتها الجديدة!

ارتفعت أسهم الذكاء الاصطناعي وخاصة "الذكاء الاصطناعي التوليدي" (Generative AI) بشكل كبير العام الماضي، وأدركنا فجأة أن التكنولوجيا تقدمت بشكل أسرع وأكبر مما نتخيل. وبصرف النظر عن التصورات السطحية عن الذكاء الاصطناعي بأنه محاولة لـ "التخلص من الإنسان"؛ واستخداماتها البسيطة في رسم صور لقطط لطيفة واستعانة الشباب به للغش في الامتحانات، فللذكاء الاصطناعي تطبيقات أعمق من ذلك!

وتطبيقات الذكاء الاصطناعي متعددة. وقدرته السريعة على استيعاب وتحليل كميات هائلة من البيانات، واقتراح الحلول والاستراتيجيات العملية لحل المشاكل أدت إلى نقلات نوعية كبيرة في مختلف الصناعات وفي مجال تخطيط الأعمال.

وتم توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة، بدءا من تسريع وتيرة إعداد الأبحاث الطبية والعمليات التصنيعية وتحليل نوايا المتصلين في المكالمات الهاتفية مع الشركات المالية وشركات التأمين.

ولم يكن غريبا تبنّى شركات السيارات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أيضا. ومن المتوقع أن يشهد عام 2024 أثرا واضحا لهذه التكنولوجيات على صناعة السيارات (خصوصا في مجال تفاعل السيارة مع قائدها)، وسنرى قفزات في البحث والتطوير لسنوات وعقود تالية، ناهيك عن استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات تصنيع وتجميع وتسليم السيارات.

شركة "بي واي دي" الصينية تستثمر 14 مليار دولار في التكنولوجيا الذكية

تستثمر شركات السيارات مبالغ طائلة في التكنولوجيات الذكية. شركة "بي واي دي" الصينية العملاقة أعلنت استثمار 14 مليار دولار في تقنيات السيارات الذكية، ما يسلط الضوء على اتجاه الصناعة نحو السيارات الصديقة للبيئة والذكية والتفاعلية.

وتركّز شركة "بي واي دي" بالأساس على "الأنظمة المتقدمة لمعاونة السائق" (ADAS) من خلال إستراتيجية الذكاء المتكامل للسيارة، والتي تقوم على منصة XUANJI المصممة لتكون الجهاز العصبي المركزي للسيارة (العقل المُدبر لكل شيء).

وتهدف الشركة إلى إحداث ثورة في عالم القيادة بدمج الأدوات المتقدمة المعاونة للسائق مثل "التنقل إلى القائد الآلي" الذي يسمح بالقيادة شبه الذاتية، وهو تقدم جديد نحو السيارات ذاتية القيادة التي باتت أقرب للواقع الآن.

تستثمر شركة "بي واي دي" 14 مليار دولار في تقنيات السيارات الذكية؛ وتستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على طول العملية الإنتاجية وفي تحسين تجربة القيادة.

الأهمية الإستراتيجية للذكاء الاصطناعي في عالم السيارات الكهربائية

يتزايد وجود الذكاء الاصطناعي في أنحاء صناعة السيارات، وبصورة أكبر في عالم السيارات الكهربائية. وأصبح الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لدى شركات السيارات الحديثة فرصة لاكتساب سمعة الإبداع التكنولوجي وتجاوز الحدود التقليدية؛ أما بالنسبة لشركات السيارات العريقة التي دخلت عالم السيارات الكهربائية مؤخرا، أصبح الذكاء الاصطناعي ضرورة إستراتيجية للحفاظ على قدراتها التنافسية.

ومع انتشار السيارات الكهربائية، قد يكون التمييز بين موديلات السيارات على أساس الميزات الحديثة عاملا مهما في كسب حصة سوقية، خاصة بين المستهلكين الشبان عشاق التكنولوجيا ومزايا الاتصال في السيارات. هذه الفئة من العملاء أكثر استعدادا لرؤية السيارة كجهاز ذكي يسير على عجلات. بذلك ما عادت السيارة مجرد وسيلة نقل، وإنما منصة تفاعل رقمي مستمر.

دمج الذكاء الاصطناعي في تجربة القيادة

أكدت شركة فولكس فاجن هذا العام أنها ستدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي "تشات جي بي تي" (ChatGPT Generative AI) في سياراتها. ويبدو أن شركات أخرى ستأخذ نفس المسار. لكن قبل أن نتطرق لذلك، تجدر الإشارة إلى أن صناعة السيارات لا تزال تتعامل بحذر وأناة مع الذكاء الاصطناعي، وتدرك الحاجة إلى أطر أخلاقية قوية والتحكم المباشر في السيارة لضمان الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي وتجاوز تحدياته؛ ولسد الطريق على أي احتمالات لاختراق أنظمة السيارات.

لذلك تمنع فولكس فاجن برنامج "تشات جي بي تي" من التحكم في السيارة وتقصر دوره على تلبية طلبات جمع المعلومات. فيمكنك أن تطلب منه البحث عن مطعم أو مزار جيد، وضبط اتجاهات الطريق، لكنه لن يتحكم في نظام تثبيت السرعة أو توجيه السيارة على الطريق. ربما يستطيع لاحقا!

أعلنت فولكس فاجن دمج برنامج "تشات جي بي تي" في مساعدها الصوتي IDA بداية من الربع الثاني لعام 2024.

ويبدو أن جزءا من هذه الإستراتيجية يتمثل في إضافة شخصية مميزة وروح الصداقة بين السيارة ومالكها. فقد عقدت شركة "كونتننتال تايرز" شراكة مع خدمة "سحابة جوجل" (Google Cloud) لإطلاق نظام ذكاء اصطناعي للسيارة يُتيح إجراء حوار طبيعي بين السائق والسيارة. وقد يساعد هذا النظام في مهام مثل ضبط ضغط الإطارات واستكشاف المواقع الهامة على الطريق.

وتعمل مرسيدس و"بي إم دبليو" على دمج مساعدين شخصيين في السيارة اعتمادا على الذكاء الاصطناعي. فمثلا سيارة "آي فيجان دي" I Vision Dee من شركة بي إم دبليو بها قدرات متطورة تتجاوز مهام السيارة العادية إلى التواصل العاطفي مع قائد السيارة.

وهذا يشبه تبني الشعب الياباني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، حيث هناك قبول أوسع بالذكاء الاصطناعي بعدما أصبح في صلب الحياة اليومية. وتواصل الشركات اليابانية والكورية، مثل تويوتا وهيونداي، تطوير أبحاث الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على تعزيز السلامة وكفاءة السيارة والتجربة الشاملة لقائد السيارة.

في سيارة "آي فيجن دي" (I Vision Dee) من "بي إم دبليو"، يرمز المقطع "دي" (Dee) إلى التجربة العاطفية الرقمية حيث تُركّز السيارة على بناء ارتباط قوي بين الإنسان والسيارة باستخدام أحدث التكنولوجيا.

الذكاء الاصطناعي يُعيد تعريف علاقة الإنسان بالسيارة

تم دمج الذكاء الاصطناعي في السيارات الكهربائية والتقليدية لضمان بناء علاقة من الولاء والتقدير بين السائق والسيارة؛ وتشمل خدمات الذكاء الاصطناعي المدمجة في السيارات تخطيط الرحلات، وتولي مهام القيادة عند اللزوم، وتحديث صفحات التواصل الاجتماعي، والإرشاد السياحي أثناء الرحلة، وطلب الوجبات من المطاعم في الوقت المناسب ليجدها قائد السيارة جاهزة حين يصل البيت. وتعتمد الشركات الكبرى على الذكاء الاصطناعي لخلق الولاء للعلامة التجارية وضمان تكرار شراء سياراتها.

وقد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى نقلة نوعية في نظرتنا لسياراتنا وتعاملاتنا معها. يعود هذا جزئيا إلى الرغبة في استعادة روح التفاعل بين السيارة وقائدها والتي يراها البعض مفقودة في السيارات الحديثة. وهذا وعد بأن تصبح السيارة شريكا ذكيا لقائدها، قادرا على فهم احتياجاته وتلبيتها.

المنشورات ذات الصلة

المشاركات الاخيرة

مظاهر كلاسيكية تختفي من سياراتنا مع انطلاق شركات السيارات في سباق الحداثة

مظاهر كلاسيكية تختفي من سياراتنا مع انطلاق شركات السيارات في سباق الحداثة

أسرفت السيارات الحديثة في التخلص من المظاهر الكلاسيكية في السيارات الجديدة، مثل النوافذ اليدوية وعدادات المؤشرات والمصابيح الأمامية البارزة، في محاولة لارتداء زي الحداثة، لكن بعض عشاق السيارات ما يزالون يشعرون بالحنين للتصاميم والأجواء الكلاسيكية داخل السيارة.. فهل أنت مع الحداثة، أم مع العودة للأصول؟

سيارة جديدة من جاكوار تخرج للنور.. وتثير الجدل الجندري!

سيارة جديدة من جاكوار تخرج للنور.. وتثير الجدل الجندري!

أعلنت جاكوار عن سيارتها الجديدة “جاكوار تايب 00” بعد إعادة تصميمها بلمسات يسارية متطرفة أثارت الكثير من الجدل. صدرت السيارة بلون وردي قد يحمل إيحاءات جندرية جريئة. ستكون الآراء في هذه السيارة متضاربة بل وشديدة التضارب!

أحدث مقاطع الفيديو

All 7 emirates in one day in an EV

All 7 emirates in one day in an EV

يستكشف المؤثر محمد خليفة جميع الإمارات السبع في يوم واحد فقط في سيارة BYD الكهربائية. شاهد مغامرته هنا.

شركة “بي واي دي”.. قصة نجاح جديدة في الإمارات!

شركة “بي واي دي”.. قصة نجاح جديدة في الإمارات!

شاهد اللقاء الصحفي مع السيد حسن نرجس المدير العام لمجموعة الفطيم – الموزع الحصري لسيارات “بي واي دي” في الإمارات. أجرينا اللقاء على هامش افتتاح أحدث صالات عرض "بي واي دي" في شارع الشيخ زايد في دبي.

23 أبريل, 2024