وقعت شركة سير، العلامة التجارية الرائدة للسيارات الكهربائية في السعودية، شراكة استراتيجية مع شركة “ريماك” تكنولوجي الكرواتية لإنتاج السيارات الكهربائية في المملكة. ويتضمن التعاون قيام شركة “ريماك” بتزويد أنظمة القيادة الكهربائية عالية الأداء للسيارات الكهربائية الرائدة القادمة من إنتاج شركة "سير".
وبهذه الاتفاقية تصبح شركة “سير” أول شركة مصنعة للمعدات الأصلية في السعودية والشرق الأوسط في قطاع السيارات الكهربائية. وتهدف “سير”، وهي مشروع مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي وشركة الإلكترونيات العالمية العملاقة "هون هاي بريسشن اندستري"، المعروفة باسم فوكس كون، إلى الاستفادة من خبرة “ريماك” في تكنولوجيا كهربة السيارات ونقل الحركة المتقدمة.
وأُعلنت الشراكة في حفل في كرواتيا بحضور الرئيس التنفيذي لشركة “ريماك” تكنولوجي السيد ماتي ريماك، والرئيس التنفيذي لشركة “سير موتورز” جيمس دي لوكا، الذي سلط الضوء على أهمية سمعة “ريماك” في أنظمة نقل الحركة عالية الأداء بما يتماشى مع أهداف شركة “سير” في إنتاج سيارات كهربائية رائدة.
وعلق جيمس دي لوكا قائلا: "يسعدنا أن نكون أول شركة ومشروع واسع النطاق في مجلس التعاون الخليجي يتعاون مع شركة “ريماك” لتزويد سيارات “سير” الرائدة بأحدث أنظمة وحلول القيادة الكهربائية عالية الأداء. إن سمعة شركة “ريماك” العالمية وخبرتها في تصميم أنظمة نقل الحركة عالية الأداء تتوافق تماما مع أهدافنا الاستراتيجية المتمثلة في الشراكة مع قادة الصناعة الدوليين، مع الوفاء بالتزامنا بإنتاج سيارات كهربائية عالية الأداء عالمية المستوى، وإحداث ثورة في صناعة السيارات السعودية".
نجحت الشركة في ترسيخ مكانتها في عالم السيارات، فاشتهرت بإنتاج السيارات عالية الأداء مثل سيارة “ريماك نيفيرا" و"أستون مارتن فالكيري". ويمثل هذا التعاون نقلة نوعية لشركة ريماك، حيث تتوسع من الأسواق المتخصصة إلى مشاريع أكبر نطاقا. وتمثل الشراكة مع شركة “سير” أول مشروع لشركة “ريماك” في مجلس التعاون الخليجي.
بدأ بناء مجمع التصنيع “سير” هذا العام في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بجدة. وتكلف المجمع 1.3 مليار دولار أمريكي، وسيكون الأكثر تقدما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مساحة 530 ألف متر مربع، ويشمل مناطق مخصصة لكل مراحل إنتاج السيارات، مثل ورشة الضغط وورشة الهياكل وورشة الطلاء والتجميع العام. وسيضم مناطق للخدمات اللوجستية وإدارة النفايات والمستودعات والمكاتب ونظام معالجة المياه ومسار اختبار السيارات. وسيتم إدارة هذه المناطق على يد موردي السيارات من الدرجة الأولى الموجودين في المنشأة الجديدة، ما يجعلها موقعا عالميا لإنتاج السيارات.
وأوضح ماتي ريماك، مؤسس مجموعة ريماك، أن التعاون مع شركة “سير” جزء من استراتيجية توسع إستراتيجي كبير؛ قائلا: "التعاون مع “سير” يعزز طموحات شركة “ريماك” العالمية في مجال الكهربة. أعلنا هذا العام العديد من الشراكات الرئيسية، مثل مع مجموعة بي إم دبليو وشركة سير، والتي ستؤدي إلى إنتاج عشرات آلاف أنظمة القيادة الكهربائية وأنظمة البطاريات لشركات المعدات الأصلية الرائدة في العالم. ولدينا المزيد من المشاريع المثيرة تحت الإعداد، بذلك نستثمر استراتيجيا في مرافق الإنتاج الخاصة بنا في كرواتيا، مثل مقر شركة “ريماك” والذي سيعمل قريبا بكامل طاقته".
وتعمل “ريماك” على بناء القدرات والشراكات، مثل التعاون الكبير مع مجموعة بي إم دبليو، لإنتاج آلاف الأنظمة الكهربائية على مستوى العالم. وتؤكد الاستثمارات في مرافق الإنتاج، مثل مجمع شركة “ريماك” في كرواتيا، على طموحات النمو الإستراتيجي للشركة.
وفي السعودية، هذه الشراكة لا تتعلق بمجرد بتصنيع السيارات وإنما بتنويع الاقتصاد وخلق فرص العمل. والمتوقع أن تجتذب شركة “سير” أكثر من 150 مليون دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر وتخلق العديد من الوظائف داخل قطاع السيارات وخارجه. وبحلول عام 2034، المتوقع أن تساهم أنشطة شركة “سير” بنحو 8 مليارات دولار في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية.
وبفضل مشاركة شركة فوكسكون، ستركز السيارات أيضا على دمج الميزات التكنولوجية المتقدمة، مثل المعلومات والترفيه، والاتصال، وقدرات القيادة الذاتية، المصممة والمصنعة لتلبية المعايير العالمية الصارمة.
ومع توجه السعودية نحو ريادة سوق السيارات الكهربائية، هذه الشراكة تمثل فصلا مهما في مسيرة السيارات والاقتصاد في المملكة. ومن المتوقع الكشف عن مزيد من التفاصيل حول نطاق التعاون والنتائج المتوقعة في الأشهر المقبلة.