منذ فجر تصنيع السيارات اعتدنا مشاهدة المظهر اللامع لمادة الكروم الفضية على أسطح السيارات، مما أضاف لمسة ساحرة من الأناقة والبريق للسيارات. لكن الشواهد تشير إلى توجه بعض شركات السيارات إلى استبدال مادة الكروم شديدة السمية في طلاء السيارات ببدائل أخرى!
وتتجه مجموعة من شركات السيارات نحو استبدال الكروم في الموديلات الجديدة استجابة للمخاوف الصحية والبيئية من الاستعمال المفرط لطلاء الكروم.
وتُعد شركة سيارات ستيلانتس أحدث الشركات التي أعلنت عن خطط للتخلص التدريجي من الكروم، والشركة تنتج علامات تجارية مثل "دودج" و"جيب" و"فيات" و"مازيراتي". وتهدف هذه المبادرة تحت شعار ”وفاة الكروم“ إلى الاستجابة للمخاوف البيئية والصحية المرتبطة باستعمال مادة الكروم سداسي التكافؤ، وهي مادة مسرطنة تستخدم في طلاء السيارات. وحسب "مجلس كاليفورنيا لموارد الهواء" (CARB)، يعتبر الكروم سداسي التكافؤ مادة ملوثة شديدة السمية وهي أخطر 500 مرة من عوادم الديزل.
وسوف تستبدل شركة ستيلانتس مادة الكروم بمواد بديلة مثل الفولاذ المقاوم للصدأ المصقول وفولاذ الساتان، وتشطيبات لونية متنوعة أخرى بعيدا عن الكروم. ويتم حاليا اختبار هذه البدائل على الموديلات الجديدة وقد لاقت استحسانا من بعض مشتري السيارات. فمثلا سوف تتميز سيارة جيب فاجنر إس الكهربائية القادمة بتصميم يستخدم هذه المواد الجديدة ويخلو من الكروم.
امتازت سيارات الخمسينيات مثل شفروليه بيل إير كلاسيك 1957 بالاستخدام المفرط لمادة الكروم.
لكن بدائل الكروم ستكون بالطبع أقل بريقا من الكروم، ما يعني أن التألق اللافت لسيارات الماضي قد يختفي تدريجيا أمام أعيننا.
وزاد استعمال الكروم إلى ذروته في خمسينيات القرن الماضي في السيارات الأمريكية. لكن بمرور الوقت، قلّ استخدام الكروم في السيارات الحديثة، مما ساهم في تبسيط تصميم السيارات.
وتبحث شركات سيارات أخرى، مثل فولكس فاجن، عن بدائل جديدة وتكنولوجيا متطورة لتشطيبات وإضاءة السيارات بدلا من الكروم. فقد دمجت فولكس فاجن الشارات والشعارات المتوهجة في بعض موديلاتها، وأزالت جميع الأجزاء المصنوعة من الكروم.
