سيارات كهربائية تُعيد إنتاج روح وعنفوان سيارات الماضي العملاقة

صوت السيارة وإحساس الإثارة وروح السيارة.. كلها سمات تغيب بشكل واضح في السيارة الكهربائية.. بينما كانت حاضرة بقوة في سيارة الديزل والبنزين. من خلال تجربتك في قيادة وركوب السيارات التقليدية، كيف تستطيع تعريف "الصوت" و"الإحساس" و"الروح"؟

الصوت المنبعث من أنابيب العادم والصدى الذي يتردد في أنحاء صالون السيارة يزيد مستويات المتعة والإثارة بين السائق والركاب في السيارة العادية.

وأظهرت دراسات أن صوت قعقعة محرك البنزين يزيد إفراز هرمون التستوستيرون عند الركاب، ويؤدي إلى إثارة إيجابية لجميع من في السيارة. أما السيارة الكهربائية فهي هادئة وصامتة نسبيا، باستثناء صوت خافت يأتي من المحرك، قد لا يسمعه البعض، وقعقعة مطاط الكاوتش على أسفلت الطريق. وحين تُسرع السيارة الكهربائية، نسمع أيضا صوت اندفاع الهواء عبر النوافذ. لكن هل هذا يكفي لتحقيق نفس الإثارة؟

حين يتعلق الأمر بمشاعر الإثارة عند ركوب السيارة التقليدية، فإننا نشعر بارتجاف مثير في المعدة مع اهتزاز الأجزاء الميكانيكية في باطن السيارة حين تتفاعل مع بعضها بقوة وعنفوان لتشغيل السيارة والتسارع.

أما السيارة الكهربائية فتحتوي على عدد أقل من الأجزاء المتحركة، وعادة ما تكون علبة التروس مُزودة بغيار واحد بسبب توصيل عزم الدوران، والفرملة المتجددة من خلال تباطؤ المحرك غالبا ما تُغني عن استخدام وسادات الفرامل.

أما السيارة الكهربائية فتحتوي على عدد أقل من الأجزاء المتحركة، وعادة ما تكون علبة التروس مُزودة بغيار واحد بسبب توصيل عزم الدوران، والفرملة المتجددة من خلال تباطؤ المحرك غالبا ما تُغني عن استخدام وسادات الفرامل.

أخيرا، نأتي إلى روح السيارة، وهي فكرة صعب شرحها، لكنها إحساس غير ملموس يمنح سيارات معينة جاذبية وشخصية فريدة.

السيارة "دودج تشارجر" الكهربائية تحاكي ضوضاء موتور ارتفاع صوته 126 ديسيبل، مع توظيف التصميم الكلاسيكي الذي ظهر في الستينيات. مصدر الصورة: Stellantis

تجربة صوتية مُبتكرة

في الجانب الفني، نأخذ مثالا السيارة تايكان من بورشه. اختارت شركة بورشه تصميم موسيقى تصويرية خاصة للسيارة حتى تقتبس إثارة السيارة التقليدية. استثمرت الشركة ثلاثة أسابيع من البحث والتطوير في ابتكار تجربة صوتية في مركز "ناردو" الفني التابع لها في إيطاليا وفي مركز "بورشه للتطوير" في منطقة فايساخ الألمانية – وهو مركز البحث والتطوير الرئيسي للشركة. وتقول الشركة إن التجربة الصوتية التي توفرها سياراتها "مبتكرة بالكامل".

وقد حذا حذو بورشه عدد من الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية بتصميم تجارب صوتية لتحفيز قائد السيارة الكهربائية والركاب، ومحاكاة تجربة السيارة التقليدية. شركة "بي إم دبليو" مثلا عينت الملحن السينمائي الحائز على الأوسكار هانز تسيمر. وأنتجت الشركة تجربة صوتية أطلقت عليها اسم "إم آيكونيك ساوندز إلكتريك" ظهرت لأول مرة في السيارة "بي إم دبليو" i4 M50 تقول الشركة إنها تجربة صوتية تمزج بين "الطاقة الجبارة والتدفق السلس".

الملحن الأسطوري هانز تسيمر أنتج تجربة صوتية فريدة للسيارة "بي إم دبليو" i4 M50 الكهربائية لتحاكي السيارات التقليدية. الفيديو في هذا الرابط Bimmer Today.

سيارات كهربائية عملاقة

عند قيادة السيارة، تعتبر السرعة تجربة شعورية متكاملة، وعند تسارع السيارة بسرعات جنونية، يشعر الركاب بإثارة مُدهشة. ولأن المحركات الكهربائية تستطيع تزويد السيارة بقوة دافعة عملاقة فوريا دون تمهيد (على عكس محرك الاحتراق الداخلي)، ساعد ذلك في ظهور موديلات كهربائية خارقة، توازي أداء السيارات التقليدية المزودة بمحركات 8 و12 سلندر.

تقدم السيارات الخارقة مثل "ريماك سي تو" و"بنينفارينا باتستا" و"لوتس ايفيجا" قدرات رهيبة على التسارع حتى 100 كيلومتر في ثانيتين وكسور من الثانية الثالثة. ومن المثير للاهتمام أن تصميم هذه السيارات يتقاطع في الكثير من المواصفات مع السيارات التقليدية باستثناء عدم وجود محرك تقليدي!

هناك أيضا شركة تصنيع السيارات البريطانية "إم جي"، التي يمكن القول إنها واحدة من الشركات العريقة من جيل الأجداد، وتسعى الآن للعودة إلى المنافسة بسيارة "سايبرسر" وهي سيارة رياضية منخفضة ذات مقعدين وسقف قابل للطي

شركة "إم جي" ليست الوحيدة في هذا السياق، حيث تخطط شركة كيترهام البريطانية، التي تركز سياراتها على تجربة القيادة البسيطة، لإطلاق أول سيارة كهربائية وهي السيارة الكوبيه "بروجكت في" في شهر يوليو 2023. بينما تعمل شركة تسلا على الجيل التالي من سيارات رودستر التي تسعى لطرحها في عام 2024، ويتوقع عشاق السيارات الكهربائية أن تكون سيارة تسير بمحركات صاروخية!

سيارات مفتولة العضلات

قليل من السيارات في العالم تتمتع بجاذبية السيارات الأمريكية مفتولة العضلات (American muscle cars) والتي تتميز بمحرك 8 سلندر ذو الصوت الجهوري. نذكر من هذه السيارات على سبيل المثال سيارة "تشارجر" و"كامارو" و"موستانج" وكلها سيارات تركت علامات لا تُنسى في ذاكرة عشاق السيارات.

وهنا سؤال يطرح نفسه، هل من العدل المقارنة بين هذه السيارات الأسطورية والسيارات الكهربائية؟ شركة فورد ترى أن المقارنة عادلة. فقد نجحت فورد في إنتاج وتسويق السيارة موستانج ماخ إي الكهربائية التي تمثل تناقضا مع سيارة موستانج التقليدية، فهي سيارة رياضية عائلية كبيرة متعددة الاستخدامات مع شارات موستانج والمصابيح الخلفية، على عكس موستانج التقليدية التي كانت سيارة كوبيه بمحرك عملاق. لكن الحمض النووي للسيارتين واحد!

وربما تكون السيارة "دودج تشارجر" الكهربائية الأقرب لشخصية السيارات مفتولة العضلات، فالسيارة توظف التصميم الكلاسيكي الذي ظهر في الستينيات، مع قدرة كهربائية 800 فولت تمنحها "عضلات كهربائية" جبارة. وتدمج السيارة تجربة صوتية اصطناعية عن طريق غرفة تضخيم الصوت لإنتاج قعقعة بارتفاع 126 ديسيبل عند التسارع والحركة العنيفة!

سيارات تُحاكي التجربة الكلاسيكية

قامت شركة جنيسيس لإنتاج السيارات الفاخرة والمملوكة لشركة هيونداي - بإنتاج ناقل حركة افتراضي (اصطناعي) لسيارات GV60 كروس أوفر العائلية يمنح السائق نفس تجربة نقل الحركة في السيارة التقليدية، وتشتمل السيارة على دواسات خلف مقود القيادة (عادة لضبط مستوى الفرامل).

هذه الخاصية تحاكي بدقة مُدهشة ناقل الحركة التقليدي في السيارات التقليدية، وتدمج "ضوضاء المحرك" اصطناعيا، لتعطي تجربة مُقنعة وإحساسا مثيرا.

وذهبت تويوتا أبعد من ذلك حين حصلت على براءة اختراع لناقل حركة يدوي اصطناعي في سياراتها الكهربائية، وتسعى لإنتاجه لتسلية السائق فقط. ويحاكي ناقل الحركة الغيار التقليدي ويشتمل على دواسات وهمية!

كلاسيكيات تواكب العصر

أخيرا، إن أردت قيادة سيارة كهربائية مع عيش تجربة السيارة التقليدية بالكامل هناك ورشات فنية ناشئة سريعة النمو متخصصة في تحويل السيارات التقليدية للعمل بالكهرباء، عن طريق استبدال المحرك وخزان الوقود بمحرك كهربائي وحزم بطاريات، مع بقاء بقية مكونات السيارة دون تغيير!

ورغم أنك لن تسمع صوت المحرك القديم (إلا لو استخدمت تجربة صوتية اصطناعية) وستكون السيارة خالية من أبخرة المحرك وروائح الزيوت المعتادة، فسوف تشعر بخشخشة نظام الدفع وصرير التعليق واشتباك عملية التوجيه وأحيانا تحتفظ السيارة بعلبة التروس. وهي تجربة هي الأقرب لدمج السيارة التقليدية مع المستقبل الكهربائي!

المنشورات ذات الصلة

المشاركات الاخيرة

في عام 2025.. كيف يتغير مستقبل السيارات الكهربائية؟

في عام 2025.. كيف يتغير مستقبل السيارات الكهربائية؟

متوقع أن يشهد سوق السيارات الكهربائية قفزة كبيرة في عام 2025، مع ظهور موديلات جديدة وتزايد التقدم التكنولوجي والتوسع في اقتناء السيارات الكهربائية في الإمارات والمملكة العربية السعودية.

مظاهر كلاسيكية تختفي من سياراتنا مع انطلاق شركات السيارات في سباق الحداثة

مظاهر كلاسيكية تختفي من سياراتنا مع انطلاق شركات السيارات في سباق الحداثة

أسرفت السيارات الحديثة في التخلص من المظاهر الكلاسيكية في السيارات الجديدة، مثل النوافذ اليدوية وعدادات المؤشرات والمصابيح الأمامية البارزة، في محاولة لارتداء زي الحداثة، لكن بعض عشاق السيارات ما يزالون يشعرون بالحنين للتصاميم والأجواء الكلاسيكية داخل السيارة.. فهل أنت مع الحداثة، أم مع العودة للأصول؟

أحدث مقاطع الفيديو

All 7 emirates in one day in an EV

All 7 emirates in one day in an EV

يستكشف المؤثر محمد خليفة جميع الإمارات السبع في يوم واحد فقط في سيارة BYD الكهربائية. شاهد مغامرته هنا.

شركة “بي واي دي”.. قصة نجاح جديدة في الإمارات!

شركة “بي واي دي”.. قصة نجاح جديدة في الإمارات!

شاهد اللقاء الصحفي مع السيد حسن نرجس المدير العام لمجموعة الفطيم – الموزع الحصري لسيارات “بي واي دي” في الإمارات. أجرينا اللقاء على هامش افتتاح أحدث صالات عرض "بي واي دي" في شارع الشيخ زايد في دبي.

4 يوليو, 2023