أعلنت حكومة الإمارات عن خطتها الطموحة لتسريع إيقاع التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة. وترتكز خطة، التي صاغها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبي، على تعهد مالي شامل بقيمة 54 مليار دولار في السنوات السبع المقبلة لتمكين التحول إلى الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المستدامة، وتوجيه البلاد نحو مستقبل صفري الكربون بحلول عام 2050.
وأعلن الشيخ محمد عن هذه الخطة الطموحة في بداية أغسطس، متعهدا بمضاعفة إمدادات الطاقة المتجددة ثلاث مرات وبالاستثمار في إنتاج وقود الهيدروجين منخفض الانبعاثات والبنية التحتية للسيارات الكهربائية.
وأوضح أن الحكومة تسعى لمضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة ثلاث مرات خلال السنوات السبع المقبلة واستثمار ما بين 150 و200 مليار درهم خلال الفترة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في البلاد
ومن المتوقع ألا تكون رحلة تحوّل الإمارات نحو الطاقة المتجددة نزهة يسيرة. فالإمارات بلد غني بالثروة النفطية ومركز رئيسي للأعمال والسياحة، وبالتالي ستكون التحول إلى الطاقة المتجددة بمثابة خروج سافر عن المألوف. وتحتاج الإمارات إلى كميات هائلة من الطاقة لتشغيل محطات تحلية المياه، وتشغيل مكيفات الهواء ودعم مصانع الصناعات الثقيلة.
لكن بوادر التغيير ظاهرة للعيان في أنحاء الدولة. وتفتخر دولة الإمارات بإنشاء محطة للطاقة النووية ومزرعة شاسعة للطاقة الشمسية في دبي تغطي الآن 15٪ من احتياجات دبي. ورغم أن الإمارات لا تزال تعتمد على الغاز الطبيعي المستورد من قطر، لكن الطريق نحو الآفاق الخضراء أصبح أوضح من ذي قبل.
وبينما تتجه الأنظار صوب قمة المناخ COP28 التي سوف تنعقد في الإمارات في نوفمبر 2023، يترقب العالم دور دولة الإمارات – التي تُشع دائما بالبريق والابتكار – لإضافة لبنة جديدة إلى صرح الاستدامة البيئية العالمي. وفي هذا الإطار يعتبر هذا التعهد الاستثماري الذي أعلنه الشيخ محمد بن راشد خطوة واضحة في الطريق الصحيح.