في فعالية عالمية بحجم وأهمية "كوب 28"، قد تتخيل الأيام القليلة الأولى بطيئة ومثقلة. لكن الواقع كان غير ذلك تماما. فقد حضر قادة دول العالم وقادة المنظمات غير الحكومية والشركات وممثلو السكان الأصليين ونشطاء المجتمع المدني من أنحاء العالم إلى دبي بأعداد غفيرة. وتواترت الإعلانات عن المبادرات الإيجابية.
وفي كلمته الافتتاحية، حذر الملك تشارلز الثالث من أن العالم "بعيد كل البعد عن المسار الصحيح" في التعاطي مع تغير المناخ. وهذا ما تؤكده الأرقام الصادرة عن أول تقييم عالمي منذ توقيع اتفاق باريس للمناخ عام 2015. وتظهر الأرقام تباطؤا كبيرا في الأداء مقابل المستهدفات المطلوبة للحفاظ على الاحتباس الحراري لكوكب الأرض عند 1.5 درجة مئوية أو أقل.
لكن في الأيام الأولى من المؤتمر، تم إحراز تقدم ملموس على عدة مستويات؛ وفي السطور التالية نسلط الضوء على ثلاثة إعلانات هامة حتى الآن:
الملك تشارلز الثالث يلقي كلمته الافتتاحية في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (كوب 28).
صندوق الخسائر والأضرار
تم الاتفاق على صفقة رئيسية لدعم الدول الأشد فقرا في العالم لدفع تكاليف آثار كارثة المناخ في اليوم الأول من قمة الأمم المتحدة "كوب 28".
وقد أعلن رئيس المؤتمر الدكتور سلطان الجابر أن التعهدات التي تم الاتفاق عليها في نسخة العام الماضي من المؤتمر في شرم الشيخ، تم الوفاء بها بالفعل في دبي؛ معتبرا أن السرعة التي اجتمع بها العالم لتفعيل صندوق الخسائر والأضرار في عام واحد غير مسبوقة؛ منذ أن تم إعلان الصندوق في شرم الشيخ.
رؤساء الدول أثناء التوجه إلى الجلسات الرسمية للمؤتمر/ أنتوني فليحان.
وستلتزم دولة الإمارات بضخ 100 مليون دولار أمريكي في الصندوق، ما يمهد الطريق أمام بقية الدول لتقديم تعهداتها الخاصة.
وأعلنت دول الإمارات إنشاء صندوق خاص "للحلول المناخية" تحت اسم "ألتيرا"، ويعتبر أداة خاصة للاستثمار في حلول المناخ في العالم، وتعهدت بدعم الصندوق بمبلغ 30 مليار دولار، بهدف حشد 250 مليار دولار من استثمارات القطاع الخاص بحلول 2030. وسيجمع الصندوق بين رأس المال الخاص والعام لتوجيه الاستثمارات واسعة النطاق للحلول المناخية حول العالم، مثل دول الجنوب العالمي.
وتعهدت دولة الإمارات بتقديم 200 مليون دولار إضافية من حقوق السحب الخاصة بها في صندوق النقد الدولي لدعم مبادرات الصمود في مواجهة تغير المناخ في البلاد النامية. ويأتي ذلك بعد التزام الإمارات بتقديم 4.5 مليار دولار لمشاريع الطاقة النظيفة في أفريقيا في وقت سابق من العام.
الدكتور الجابر يلقي كلمته في المؤتمر. تصوير كيارا ورث / كوب 28.
الالتزام بالطاقة المتجددة
تعهدت 118 حكومة بمضاعفة قدرة العالم على الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030 في قمة المناخ "كوب 28" التي عقدتها الأمم المتحدة السبت الماضي، كوسيلة لخفض حصة الوقود الأحفوري في إنتاج الطاقة في العالم.
ودعا الدكتور سلطان الجابر، رئيس المؤتمر، شركات النفط والغاز إلى تسريع العمل المناخي على مستوى الصناعة. ووقعت نحو 50 شركة طاقة على ميثاق إزالة الكربون من النفط والغاز، ضمن مبادرة يقودها الجابر لخفض الانبعاثات التشغيلية بحلول عام 2050.
صورة من جلسة الطبيعة في مسرح الواحة يوم 2 ديسمبر 2023. تصوير ستيوارت ويلسون / كوب 28.
تخفيض غاز الميثان
الميثان أحد غازات الدفيئة القوية، وهو المسؤول عن ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل كبير. وهناك بعض الأخبار الإيجابية الصادرة عن المؤتمر أيضا بخصوص التعامل مع غاز الميثان.
فقد كشفت الإدارة الأمريكية يوم السبت عن قواعد نهائية تهدف إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد انبعاثات غاز الميثان من صناعة النفط والغاز الأمريكية، ضمن خطة عالمية لكبح انبعاثات غازات الدفيئة.
وأعلنت العديد من الحكومات والمنظمات الخيرية والقطاع الخاص حشد مليار دولار في شكل منح لدعم جهود الدول للتعامل مع غاز الميثان.
رسالة تحفيزية من منظمي المؤتمر.