السيد حسن نرجس من مجموعة الفطيم يُسلط الضوء على مستقبل السيارات الكهربائية في الشرق الأوسط

تكتسب صناعة السيارات الكهربائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا زخما متزايدا، إذ تتخذ الشركات البارزة في هذه الأسواق مثل شركة "بي واي دي" الصينية، خطوات جريئة لإعادة صياغة صناعة النقل على مستوى المنطقة. في هذا السياق، وللتعرف على مستقبل صناعة السيارات الكهربائية في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي على وجه الخصوص، أجرى موقع "ماشابل مورننجز" (Mashable Mornings) مقابلة مع السيد حسن نرجس، المدير العام لشركة الفطيم للتنقل الكهربائي، للتعرف على تصوراته لهذه الثورة الصناعية الجديدة.

تزايد الاهتمام رغم عقبات الأسواق

رغم أن تبني السيارات الكهربائية في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية لا يزال في مراحله الباكرة، بدأ اهتمام الناس يتزايد بشكل ملحوظ. تكشف استطلاعات رأي أجرتها مجموعة الفطيم أن ما بين 65% و85% من المستهلكين يتوقعون شراء سيارة كهربائية خلال 12 إلى 24 شهرا. مع ذلك لا تزال نسبة انتشار السيارات الكهربائية في البلدين متواضعة، 3% إلى 5% في الإمارات وأقل من 1% في السعودية.

ويعزو نرجس تواضع هذه النسب إلى عقبات رئيسية مثل محدودية انتشار البنية الأساسية للشحن، ومخاوف الناس من مدى السير، وصعوبة تركيب شواحن منزلية في المباني العالية، معتبرا أن "المباني التي لم تتأسس على تركيب شواحن كهربائية، تكون تكلفة تهيئتها لتركيب الكابلات مرتفعة جدا".

مع ذلك، تركز السياسات الحكومية على إسراع وتيرة نشر البنية الأساسية؛ يقول السيد نرجس: "لدى الإمارات الآن نحو 800 محطة شحن عامة، ما يجعلها واحدة من أكبر خمس دول في العالم في نسبة السيارات الكهربائية إلى الشاحن"، مؤكدا أن السياسات الحكومية تلعب دورا حاسما في دعم الاستثمارات الخاصة.

بناء الثقة عبر الشراكات

قد يكون فتح أسواق جديدة مُهمة شاقة لشركات السيارات الكهربائية. فحين دخلت "بي واي دي" سوق الشرق الأوسط لأول مرة، كانت ثقة المستهلكين بها تشكل تحديا كبيرا. لكن إبرامها الشراكة مع مجموعة الفطيم، ذات الموثوقية العالية على مستوى المنطقة، أسهم الكثير في بناء سمعة شركة "بي واي دي".

يتذكر السيد حسن نرجس كيف كانت مشاعر الناس عن سيارات "بي واي دي" في بداية الأمر قائلا: "كان لسان حال الناس يقول سمعنا عن شركة بي واي دي، لكن لا نعرف عنها شيئا. سيارتها جميلة، لكن كيف نثق بها.. ما دام الفطيم تسوق لهذه السيارات، يمكننا الوثوق بها ". وساعدت هذه الشراكة شركة "بي واي دي" في تخطي الكثير من الحواجز والمخاوف وبناء مصداقيتها على مستوى المنطقة.

السوق السعودية.. قصة أخرى!

تواجه المملكة العربية السعودية تحديات لوجستية واضحة في مجال نشر السيارات الكهربائية نتيجة اتساع رقعتها الجغرافية وطول مسافات السفر. والسوق ربما على وعي أقل بتكنولوجيا السيارات الكهربائية. مع ذلك تستهدف رؤية السعودية 2030 نشر السيارات الكهربائية بنسبة 30% في الرياض، ما يتيح للصناعة إمكانات كبيرة على المدى الطويل.

يقول السيد نرجس إن "سوق السعودية أكبر بثلاث مرات تقريبا من سوق الإمارات، ورغم التحديات فإن المشاريع والسياسات الطموحة التي تنتهجها الحكومة تجعلها سوقا واعدة لنا".

ابتكار يدعم التقدم

في قلب الريادة التكنولوجية لشركة “بي واي دي”، تأتي "بطارية النصل" (Blade Battery) التي ابتكرتها الشركة لتعزيز سلامة وأداء السيارات الكهربائية. وعلى عكس البطاريات التقليدية، تمنع "بطارية النصل" ارتفاع درجة حرارة السيارات الكهربائية وتعمل في أصعب الظروف.

أوضح نرجس أن بطارية النصل تم تصميمها بذكاء، بحيث إذا دخل مسمار مثلا في إحدى شفرات البطارية، تقوم البطارية تلقائيا بتعطيل هذه الشفرة وتواصل العمل ببقية الشفرات، ما يضمن السلامة والموثوقية. وقد ساعد هذا الابتكار الشركة في أن تصبح من أكبر موردي بطاريات السيارات الكهربائية في العالم.

رؤية للاستدامة

في مجال السيارات الكهربائية، هناك مخاوف بيئية من إعادة تدوير البطاريات وممارسات تعدين الليثيوم. تناول نرجس هذه القضايا قائلا: "البطارية تعمل ما بين 15 و20 عاما حتى يحين وقت استبدالها"، مضيفا أن شركة "بي واي دي" تعمل مع شركاء دوليين لإيجاد حلول مسؤولة بيئيا للتعامل مع البطاريات التالفة.

نود أن نحصل على بعض التعليقات!

أخبرنا إذا وجدت هذه المقالة مفيدة أو إذا كانت لديك تعليقات أو أسئلة معلقة.

سيارات مدهشة قادمة من "بي واي دي"

مستقبلا سوف تساهم طرازات "بي واي دي" في إعادة تعريف ما تقدمه السيارة الكهربائية. وتعتزم الشركة إطلاق سيارة "بي واي دي U8" القادرة على السير على الماء والدوران 360 درجة، وسيارة U9 ذات التسارع المدهش إلى 100 كم/ساعة في 2.4 ثانية في عام 2025.

يقول السيد نرجس متحمسا لهذه السيارات الجديدة: "كلنا شوق لإطلاق سيارة "بي واي دي U8".. السيارة وحش في الأداء وتحظى بمحبة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي".

شغف القيادة

بالنسبة للسيد حسن نرجس، تكتسب رحلة السيارات الكهربائية أبعادا شخصية. فهو مهندس ميكانيكي في الأساس، وانتقل من العمل مع شركات سيارات تقليدية مثل بي إم دبليو وتويوتا إلى تبني السيارات الكهربائية. يقول السيد نرجس: "التنقل حرية. يجب ألا نهاب الوقوع في الخطأ، بل يجب الخوف من عدم التجريب. التقدم يأتي من التجريب".

ومع تزايد اهتمام الناس بالسيارات الكهربائية، وتطوير البنية الأساسية اللازمة لانتشارها، وتسارع وتيرة الابتكار، يبدو مستقبل السيارات الكهربائية في الشرق الأوسط مبشرا بل ومثيرا. وكما أكد نرجس: "المسألة ليست في إمكانية انتشار السيارات الكهربائية من عدمه، بل هي مسألة توقيت: متى تنتشر السيارات الكهربائية بشكل كاف".

المنشورات ذات الصلة

المشاركات الاخيرة

مظاهر كلاسيكية تختفي من سياراتنا مع انطلاق شركات السيارات في سباق الحداثة

مظاهر كلاسيكية تختفي من سياراتنا مع انطلاق شركات السيارات في سباق الحداثة

أسرفت السيارات الحديثة في التخلص من المظاهر الكلاسيكية في السيارات الجديدة، مثل النوافذ اليدوية وعدادات المؤشرات والمصابيح الأمامية البارزة، في محاولة لارتداء زي الحداثة، لكن بعض عشاق السيارات ما يزالون يشعرون بالحنين للتصاميم والأجواء الكلاسيكية داخل السيارة.. فهل أنت مع الحداثة، أم مع العودة للأصول؟

سيارة جديدة من جاكوار تخرج للنور.. وتثير الجدل الجندري!

سيارة جديدة من جاكوار تخرج للنور.. وتثير الجدل الجندري!

أعلنت جاكوار عن سيارتها الجديدة “جاكوار تايب 00” بعد إعادة تصميمها بلمسات يسارية متطرفة أثارت الكثير من الجدل. صدرت السيارة بلون وردي قد يحمل إيحاءات جندرية جريئة. ستكون الآراء في هذه السيارة متضاربة بل وشديدة التضارب!

أحدث مقاطع الفيديو

All 7 emirates in one day in an EV

All 7 emirates in one day in an EV

يستكشف المؤثر محمد خليفة جميع الإمارات السبع في يوم واحد فقط في سيارة BYD الكهربائية. شاهد مغامرته هنا.

شركة “بي واي دي”.. قصة نجاح جديدة في الإمارات!

شركة “بي واي دي”.. قصة نجاح جديدة في الإمارات!

شاهد اللقاء الصحفي مع السيد حسن نرجس المدير العام لمجموعة الفطيم – الموزع الحصري لسيارات “بي واي دي” في الإمارات. أجرينا اللقاء على هامش افتتاح أحدث صالات عرض "بي واي دي" في شارع الشيخ زايد في دبي.

18 ديسمبر, 2024