نظرة على رحلة صعود السيارات الكهربائية في السوق العالمية خلال 5 سنوات؟

يوم 9 سبتمبر من كل عام أصبح اليوم العالمي للسيارات الكهربائية؛ ويحتفي به العالم لتشجيع انتشار السيارات الكهربائية ودعم التحول إلى حلول النقل الكهربائي.

والمثير للدهشة هو التقدم الكبير في انتشار السيارات الكهربائية في خمس سنوات؛ بعدما تحولت من وسيلة نقل شخصية جديدة لبعض محبي البيئة في منظمات حماية البيئة إلى هدايا ثمينة مفضلة لدى المديرين التنفيذيين في الشركات المعنية بالاستدامة البيئية.

وأصبح اليوم العالمي للسيارات الكهربائية تاريخا مهما للأنشطة والحملات الإعلانية التي جذبت انتباه العالم. في العام الماضي، حصد هذا اليوم أكثر من 200 مليون انطباع على منصة "إكس" (تويتر سابقا) في 119 دولة بمشاركة مؤسسات فاعلة رئيسية منها فولفو وفورد ونيسان وفيديكس وأوتو تريدر وشل ريتشارج وعدد كبير جدا من الجهات النشطة في مجال السيارات الكهربائية.

وفي إطار الاحتفال بهذا اليوم، دعونا نلقي نظرة على خمس سنوات مضت في مشهد صعود وتطور السيارات الكهربائية.

– الاحتفال بنشوء صناعة جديدة في اليوم العالمي للسيارات الكهربائية

قبل خمس سنوات، كانت سوق السيارات الكهربائية لا تزال في المهد، وكانت السيارات الكهربائية تمثل 2.6% فقط من مبيعات السيارات حول العالم. والمثير للاهتمام أن الصين جاءت في طليعة هذا المسار، حيث تمثل السيارات الكهربائية 4.7% من حصة السوق، بفضل حوافز من الحكومة والمستهدفات الحكومية الطموحة في مجال التحول إلى النقل الكهربائي. وكانت حصة أوروبا 2.9%، مدفوعة غالبا بأوائل محبي السيارات الكهربائية، في حين جاءت الولايات المتحدة متأخرة بنسبة 1.3%.

وتصدرت نيسان ليف وشيفروليه بولت مبيعات شركات السيارات التقليدية في أوروبا وأمريكا على التوالي. ووقتها بدأت تسلا في اكتساب قاعدة جماهيرية من العملاء الأوفياء لموديلات مثل "موديل إس" و"موديل 3".

حققت سيارة شيفروليه بولت الريادة في سوق السيارات الكهربائية عام 2019، وكانت تسلا منافسا صاعدا طموحا فقط آنذاك.

في عام 2020 .. تأثر سوق السيارات بأزمة كورونا

رغم إغلاق معظم مصانع السيارات أبوابها في عام 2020، وتراجع الإنتاج (انخفض عالميا بأكثر من 16% في جميع الفئات) وندرة المبيعات، استمرت السيارات الكهربائية في ترسيخ مكانتها، ونمت حصتها في السوق العالمية إلى 4.2%. وشهدت أوروبا زيادة كبيرة، حيث قفزت السيارات الكهربائية إلى 10.7% من إجمالي المبيعات. وشهدت الصين زيادة متواضعة إلى 5.1%، وارتفعت الولايات المتحدة إلى 1.9%.

وفي أوروبا، أثار طرح سيارة فولكس فاجن ID.3، كخطوة مهمة من ثاني أكبر شركة سيارات في العالم، الاهتمام، وكذا طرح سيارة بورشه تايكان، وتسلا واي، وفي أميركا فورد موستانج ماك-إي.

وشهدت هذه الفترة تطورات واضحة في تكنولوجيا البطاريات فزاد مدى البطارية وتراجعت تكاليف الإنتاج. وكان وباء كورونا فرصة لتحريك رغبات الناس نحو الاستدامة البيئية والرغبة في تخفيض التلوث خاصة في داخل المدن.

في عام 2021.. بدأت السيارات الكهربائية تندمج في السوق الرئيسي

مع بداية تعافي إنتاج السيارات، رغم أن أحجام الإنتاج لن تعد إلى مستوياتها الأصلية قبل عام 2023، واصلت السيارات الكهربائية توكيد مكانتها في عالم السيارات، واستحوذت على 8.7% من المبيعات حول العالم.

وتسارعت مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا إلى 18%، ما ضمن الريادة المؤقتة للقارة العجوز في تبني السيارات الكهربائية. وسرعان ما خرجت الصين للنور، وبلغت مبيعات السيارات الكهربائية فيها 12% من إجمالي المبيعات، مدفوعة بنشوء علامات تجارية محلية وجهود لاعبين دوليين مثل تسلا. وزادت مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة إلى 3%، بدعم من وافدين جدد على صناعة مثل شركتي ريفيان ولوسيد موتورز.

وشجع توسع شبكات الشحن عددا أكبر من الناس على تبني السيارات الكهربائية، وحين انجذب عشاق الأداء العالي لقدرات التسارع المدهشة في سيارات كهربائية مثل تسلا موديل إس بليد، وبورشه تايكان، وآودي آر إس إي ترون جي تي.

وارتفعت القيمة السوقية لشركة تسلا إلى النجوم، فأصبحت إحدى أعلى الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية، ووضعت المملكة المتحدة وأوروبا تواريخ للتخلص التدريجي من تسويق سيارات البنزين الجديدة في عامي 2030 و2035 على التوالي.

تم طرح سيارة تسلا واي عام 2022. وسرعان ما أصبحت السيارة الكهربائية الأكثر مبيعا في العالم.

في عام 2022: حصة السيارات الكهربائية من السوق العالمية تصل خانة العشرات

كان عام 2022 نقطة تحول حاسمة حين نمت حصة مبيعات السيارات الكهربائية إلى 14% من السوق العالمية. وارتفعت حصة أوروبا إلى 21.6%، وتم بيع نحو مليوني سيارة كهربائية. وفي النرويج، خامس أكبر سوق مبيعات للسيارات الكهربائية، أصبح 79.3% من إجمالي سيارات الركاب المباعة كهربائية. واستعادت الصين زخمها، متجاوزة أوروبا بحصة 22%، مع صعود شركات مثل "بي واي دي".

وبدأت موديلات جديدة مثل كيا EV6 وهيونداي آيونيك 5، والتي تميزت بمدى سير مناسب وأناقة، في جذب مشترين جدد. وساعدت علامات تجارية مثل "إم جي" (MG) في خفض أسعار السيارات الكهربائية من خلال طرح سيارة MG4 EV. وفتحت شركة تسلا شبكة شحن سريع خاصة بها لعلامات تجارية أخرى. وفي أمريكا، ساعد طرح الشاحنات الكهربائية مثل فورد F-150 لايتننج وهامر إي في دعم الحصة السوقية للسيارات الكهربائية إلى 5.8٪ من إجمالي السوق.

في أواخر 2023، خطفت شركة "بي واي دي" الصينية صدارة السوق العالمية من تسلا.

في عام 2023.. نشبت حرب الأسعار في عالم السيارات الكهربائية!

في أبريل 2023، أشعلت تسلا حرب الأسعار بتخفيض بعض موديلاتها بنحو 9000 دولار. ومع انخفاض أسعار السيارات الكهربائية من القمة، زدت المبيعات وارتفعت حصتها السوقية إلى 18٪. وشهدت أوروبا زيادة طفيفة إلى 23٪، بينما تقدمت إلى 37٪، ما أدى إلى تشبع السوق المحلي في الصين وبدأت الصين تركز على التصدير.

وأصبحت سيارة تسلا واي الأكثر مبيعا في العالم. ومع نهاية عام 2023، تجاوزت شركة "بي واي دي" الصينية العملاق الأمريكي تسلا وباتت أكبر شركة سيارات كهربائية في العالم. وردت عليها تسلا بطرح سيارة "سايبر تراك"، وزادت حصة السيارات الكهربائية من السوق الأمريكي إلى 7.2%.

في هذه المرحلة، باتت جميع شركات السيارات الكبرى لديها موديل سيارة كهربائية واحد على الأقل. حتى تويوتا، التي صمدت طويلا، طرحت سيارة رياضية متعددة الاستخدامات تعمل بالكهرباء.. هي تويوتا bZ4X.

في عام 2024.. شهدنا تقدما مدهشا!

في هذا العام، دخلت 14 مليون سيارة كهربائية جديدة سوق السيارات الدولية، وصولا إلى نحو 40 مليون سيارة كهربائية. ومع وجود نحو 1.5 مليار سيارة حول العالم، لا يزال الطريق طويلا لاستبدال سيارات الاحتراق الداخلي بالطاقة الكهربائية.

وزادت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 21% في الربع الثاني من عام 2024 مقابل نفس الفترة قبل عام، وتشير التوقعات إلى أن حصة الكهرباء من السوق الدولية قد تبلغ 25% هذا العام، ما يعني تسجيل 17 مليون سيارة كهربائية. وفي الولايات المتحدة، كانت الزيادة في الربع الثاني عن عام 2023 بنسبة 11%.

ماذا بعد؟

رغم تباطؤ نمو مبيعات السيارات الكهربائية في بعض الأسواق، تواصل السيارات الكهربائية الزيادة مدعومة من الأسواق الناشئة الحريصة على هذه التكنولوجيا الجديدة. فارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية في الإمارات من بضعة آلاف إلى أكثر من 30 ألف سيارة في عام 2023؛ علما بأن إجمالي السيارات المسجلة في الإمارات هو 261 ألف سيارة.

وفي السعودية، تم بيع حوالي 1500 سيارة كهربائية بينما إجمالي السيارات المسجلة في البلاد تزيد قليلا عن 600 ألف سيارة. والمتوقع تزايد هذا العدد في الفترة القادمة، إذ تعمل شركة لوسيد على إنشاء أول مصنع سيارات في السعودية، لإنتاج 5000 سيارة كهربائية سنويا، والمتوقع زيادة إنتاجه عن 150 ألف سيارة في نهاية العقد الحالي. 

كما ظهرت شركة "سير موتورز" (Ceer Motors) كعلامة تجارية سعودية متخصصة في السيارات الكهربائية، وتعتمد على تكنولوجيا شركة "بي إم دبليو" وتستثمر في مصنع باستثمارات 9 مليارات دولار لإنتاج وتوزيع السيارات في الشرق الأوسط. 

ومع استهداف الرياض زيادة حصة سوق السيارات الكهربائية إلى 30% عام 2030، تعاونت شركة "بي واي دي" مع الفطيم لإنشاء منظومة وطنية لشحن السيارات الكهربائية، بعد افتتاح أول صالة عرض لها في الرياض هذا العام، وعرضت فيها خمس سيارات منها ثلاث سيارات كهربائية هي "هان" و"أتو 3" و"سييل". 

والمؤكد أن طوفان الابتكار والتطوير المستمر في تكنولوجيا البطاريات، وخاصة بطاريات الحالة الصلبة المتوقع صدورها عام 2026، واتساع شبكات الشحن وتزايد سرعات الشحن، سيجذب المزيد من مشتري السيارات إلى الكهرباء في السنوات القادمة.

وستكون السنوات الخمس المقبلة حاسمة في إثبات قدرة السيارات الكهربائية على لعب دور حاسم في تخفيف آثار تغير المناخ، وتحسين جودة الهواء في المدن، وصياغة مستقبل مستدام للجميع.

من المتوقع أن تصبح شركة لوسيد قوة فعالة في مستقبل السيارات الكهربائية بفضل القاعدة التصنيعية الضخمة للشركة في السعودية.

المنشورات ذات الصلة

المشاركات الاخيرة

أحدث مقاطع الفيديو

شركة “بي واي دي”.. قصة نجاح جديدة في الإمارات!

شركة “بي واي دي”.. قصة نجاح جديدة في الإمارات!

شاهد اللقاء الصحفي مع السيد حسن نرجس المدير العام لمجموعة الفطيم – الموزع الحصري لسيارات “بي واي دي” في الإمارات. أجرينا اللقاء على هامش افتتاح أحدث صالات عرض "بي واي دي" في شارع الشيخ زايد في دبي.

سيارة "أسبارك آول" SP600 تسجل رقما قياسيا جديدا كأسرع سيارة كهربائية في العالم

سيارة "أسبارك آول" SP600 تسجل رقما قياسيا جديدا كأسرع سيارة كهربائية في العالم

سجلت سيارة "أسبارك آول" SP600، وهي سيارة يابانية خارقة تعمل بالبطاريات، رقما قياسيا عالميا جديدا لأعلى سرعة مسجلة لسيارة كهربائية على الطرق، حيث وصلت سرعتها إلى 438.73 كم/ساعة في حلبة اختبار السيارات بابينبورج في ألمانيا.

8 سبتمبر, 2024