كالعادة بداية العام الجديد دائما لحظة جيدة لتأمل المستقبل القريب.. للتفكير فيما قد تحمله الأيام. هل نتوقع مفاجآت.. صدمات في 2024؟ العلم عند الله.. لكن لا مانع مع بعض التكهنات!
الشيء الوحيد المؤكد أن الزخم المدهش الذي حققته صناعة السيارات الكهربائية في الأشهر الـ 12 الماضية سوف يستمر ويتسارع مع يقظة العالم على الحاجة إلى تغيير عميق في سياسات النقل.
والخبر السار أن العام المقبل سوف يحمل لنا مزيجا من التكنولوجيا الجديدة الرائعة، والسيارات معقولة الأسعار، واتساع في سوق السيارات الكهربائية، خاصة في بلاد مثل الإمارات التي دائما ما تتصدر الترند!
اتساع أعمال الماركات الصينية للسيارات الكهربائية
من العدل القول إن شركات السيارات الصينية أحدثت أثرا هائلا على تجارة السيارات العالمية، وسوف تستمر بلا توقف. فقد أصبحت العلامات التجارية مثل "بي واي دي" و"سايك" مالكة العلامة التجارية "إم جي" معروفة على نطاق واسع. كما أن شركة جيلي - التي تمتلك علامات كبيرة مثل لوتس وفولفو وبولستار - تخطو خطوات هائلة للأمام. ونتوقع رؤية هذه العلامات التجارية مع العلامات القادمة حديثا للسوق مثل شركة "نيو" (Nio) و"تشيري أوتوموبيل" (Chery Automobile) تكتسب المزيد من الاهتمام على مستوى العالم.
هل تخطو شركة "نيو" الصينية للسيارات الكهربائية في عام 2024 نفس خطوات "بي واي دي" الرهيبة في عام 2023؟
انطلاق سيارات كهربائية منخفضة السعر
غلاء الأسعار من أكبر المشكلات التي تواجه الراغبين في التحول للسيارات الكهربائية. مع ذلك أظهرت العلامات التجارية مثل "إم جي" أن من الممكن تصنيع سيارات عملية عالية الجودة بأسعار بسيطة أو أسعار مساوية للسيارات التقليدية. وقد شهد عام 2023 ما يُشبه حرب الأسعار التي أثارتها شركة تسلا، وأدى الانخفاض الكبير في أسعار السيارات الكهربائية المستعملة إلى خفض ثمنها.
ومن المتوقع أن يستمر الضغط على الأسعار بسبب المنافسة، مع انطلاق مزيد من المنتجات ذات الأسعار المعقولة مثل سيارة "داتشا سبرنج". فقد قال السيد كارلوس تافاريس، الرئيس التنفيذي لشركة ستيلانتس، مؤخرا إن الجيل القادم من السيارات الكهربائية لابد أن يكون "ميسور التكلفة ومربح"، لذا نتوقع رؤية عدد أكبر من السيارات بأسعار معقولة من شركات مثل بيجو وسيتروين.
وتعمل أسماء كبيرة أخرى مثل فورد ونيسان ورينو على خفض أسعار السيارات الكهربائية، حتى تصبح السيارات الكهربائية خيارا واقعيا لشريحة أكبر من المستهلكين.
هل تخطو شركة "نيو" الصينية للسيارات الكهربائية في عام 2024 نفس خطوات "بي واي دي" الرهيبة في عام 2023؟
السيارات الكهربائية في المنطقة
تحقق دولة الإمارات تقدما ملموسا في مجال السيارات الكهربائية، حيث تحتل المرتبة الثامنة عالميا من حيث جاهزية التنقل الكهربائي، والمتوقع أن ينمو سوق السيارات الكهربائية بسرعة، وأن يشهد زيادة 30٪ كل عام حتى عام 2028.
وتدعم حكومة الإمارات هذا الأمر بمبادرات مثل مبادرة الشاحن الأخضر في دبي التي تهدف إلى جعل وسائل النقل العام خالية من الانبعاثات بحلول عام 2050. ويوجد أكثر من 1000 نقطة شحن عامة لتيسير امتلاك سيارة كهربائية في الإمارات.
سيارات جديدة مُدهشة في الطريق إلينا
مثلما هيمنت السيارات الكهربائية على عروض السيارات الجديدة في عام 2023، نتوقع ظهور مجموعة كبيرة من الطرازات الجديدة في تتابع سريع. ومع وجود عدد كبير جدا من السيارات لا يتسع المقال لسرده، نعلم أن سيارة "تسلا سايبر تراك" تم طرحها للبيع في الولايات المتحدة وستصل الأسواق الدولية قريبا. ونتوقع أن تحدث صدى كبيرا في الشرق الأوسط.
وقد تفعل سيارات "إم جي" ما فعلته مازدا عندما طرحت سيارة "إم إكس فايف مياتا" (MX-5 Miata) وتسرق حصة كبيرة من سوق السيارات الرياضية الكهربائية بسيارة "سايبر ستر رودستر"، والتي ستكون ميسورة التكلفة ممتعة في القيادة. ورغم أن دودج تشارجر دايتونا الكهربائية هي واحدة من السيارات التي طال انتظارها (أول "سيارة جبارة الدفع" كهربائية)، من المتوقع أن تقدم أكثر من 1000 حصان في الفئة العليا.
سيارة دودج تشارجر دايتونا الكهربائية هي واحدة من السيارات التي طال انتظارها، وستصدر بقوة دفع تزيد عن 1000 حصان.
توقعات بهيمنة التكنولوجيا الجديدة
التطورات الجديدة في مجال التكنولوجيا ستظهر بشكل كبير. في الطليعة تأتي تكنولوجيا البطاريات حيث تتسابق الشركات على رفع مدى سير السيارات وخفض مدة الشحن. ومن غير المتوقع أن تغير تكنولوجيا بطاريات الحالة الصلبة قواعد اللعبة قبل 2025، لكن مع استمرار السباق الشرس لطرح تكنولوجيا جديدة، لن يكون من المفاجئ رؤيتها في الربع الأخير من عام 2024.
وجاري العمل على حلول بديلة لمشكلة الشحن السريع. فقد اتفقت شركتا ستيلانتس وآمبل (Ample) على طرح تقنية تبديل البطاريات بداية من سيارة فيات 500 إي في مدريد، في خطوة رائعة أصبحت متاحة بالفعل في الصين.
ونتوقع رؤية التقدم المدهش في الذكاء الاصطناعي يدخل عالم السيارات، ليس في مجال القيادة الذاتية فقط وإنما في مجال المعاونة الآلية في متابعة حالة السيارة وخصائصها ومميزاتها والتحكم فيها، وتوقع تفضيلات وطلبات مالك السيارة.
هذا بالطبع يجعل الخصوصية الرقمية أمرا مهما في عالم السيارات الكهربائية. باستخدام أدوات مثل "جوجل كونسنت مود"، تتأكد شركات السيارات من أنها تتعامل مع بيانات الناس بطريقة مسؤولة. فهي تجمع المعلومات من مصادر عبر الإنترنت (مثل تصفح الويب) والأنشطة الحياتية (مثل زيارات وكالات صيانة السيارات) لفهم ما يحبه العميل بشكل أفضل، دون تجاوز حدود الخصوصية.
يبدو أن عام 2024 سيكون حافلا بالأحداث في عالم السيارات الكهربائية. وسوف نشهد طرح المزيد من الخيارات في كل شيء وبأسعار معقولة، وموديلات جديدة مثيرة، ونموا كبيرا في أسواق دول مثل الإمارات. إذا إن كنت من عشاق التكنولوجيا ومحبي السيارات، أو كنت مجرد متابع لما يجري في مستقبل النقل، هناك دائما ما تنتظره وما تصبو إليه في عام 2024.