كشفت شركات السيارات اليابانية "تويوتا" و"مازدا" و"سوبارو" عن خط جديد لإنتاج محركات السيارات التي تعمل بالاحتراق الداخلي يحقق مزايا بيئية إلى جانب الأداء المعهود من السيارات. وجاء الإعلان في مؤتمر مشترك للشركات الثلاث في طوكيو، في ظل توجه متسارع في سوق السيارات الدولية نحو اعتماد السيارات الكهربائية بالكامل.
وأكد كوجي ساتو، الرئيس التنفيذي لشركة تويوتا، على الدور الإستراتيجي لهذه المحركات الجديدة وسط عالم السيارات الكهربائية. وتم تصميم هذه المحركات للاستخدام في السيارات الهجين، التي تجمع بين محركات الوقود والمحركات الكهربائية. ومع تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية بالكامل في الفترة الأخيرة، بدأت السيارات الهجين تشهد اهتماما متزايدا.
وستكون محركات تويوتا الجديدة، التي ستدخل مرحلة الإنتاج نهاية عام 2026، أصغر حجما (بنسبة 10-20%) وأكفأ عند استخدامها مع البطاريات. وتعمل هذه المحركات بأنواع الوقود التقليدية كالبنزين والديزل، والبدائل منخفضة الانبعاثات كالهيدروجين و"الوقود المتجدد المولّد بالكهرباء" (e-fuels). ويتوافق هذا النهج مع إستراتيجية تويوتا الأوسع نطاقا لتنويع رهاناتها التكنولوجية في قطاع السيارات.
وعرضت سوبارو ومازدا نماذج أولية من المحركات الصديقة للبيئة في المؤتمر. وسلطت مازدا الضوء على محركها القابل للتعديل والاستعمال في السيارات الكهربائية، وعرضت سوبارو محركها الجديد الذي أطلقت عليه اسم "المتحرك المتعاكس أفقيا" (Horizontally Opposed Engine).
وتستثمر مازدا وسوبارو وتويوتا أيضا في أنواع الوقود المحايدة للكربون مثل "الوقود المتجدد المولّد بالكهرباء" والوقود الحيوي والهيدروجين السائل لدعم تطوير محركات الشركة وتعزيز اعتمادها على نطاق أوسع. وأكد ماساهيرو مورو، رئيس شركة مازدا، على رغبة الشركة في طرح سيارات مثيرة من خلال تحسين محركات الاحتراق الداخلي تناسب عصر السيارات الكهربائية. وتسعى مازدا لتطوير محركها الدوار المتوافق مع الكهرباء والوقود المحايد للكربون.
وعلق ماساهيرو مورو قائلا: “سنواصل تقديم سيارات مميزة للعملاء من خلال تطوير محركات الاحتراق الداخلي لعصر السيارات الكهربائية وتعظيم إمكانيات المسارات المتعددة لتحقيق الحياد الكربوني. ومع توافق المحرك الجديد مع "الوقود المتجدد المولّد بالكهرباء" والوقود المحايد للكربون، ستواصل مازدا تطوير التكنولوجيا من خلال الإبداع المشترك والمنافسة لضمان قدرتها على المساهمة على نطاق واسع في خدمة المجتمع".
ورغم تنامي سوق السيارات الكهربائية والاستثمارات الكبيرة في تكنولوجيا السيارات الكهربائية، تظل تويوتا ملتزمة بالتكنولوجيا الهجين، وتتوقع استقرار الطلب على السيارات الكهربائية في نهاية الأمر. وتوقع أكيو تويودا، رئيس شركة تويوتا، أن تستحوذ السيارات الكهربائية بالكامل على 30% فقط من السوق العالمية فقط، ما يترك مساحة واسعة للسيارات الهجين.
وفي معرض حديثه عن التعاون بين الشركات الثلاث، قال رئيس تويوتا: “لتزويد عملائنا بخيارات متنوعة تحقق الحياد الكربوني، يجب مواجهة تحدي تطوير محركات تتناغم مع بيئة الطاقة في المستقبل. وستعمل الشركات الثلاث، التي تشترك في نفس التطلعات، على تحسين تقنيات المحركات من خلال المنافسة الودودة".
وتتناول إستراتيجية تويوتا الشاملة سيناريوهات إمدادات الطاقة المتنوعة واحتياجات العملاء في المناطق المختلفة من العالم. وأشارت الشركة إلى الآثار الاقتصادية الكبيرة للتحول المفاجئ إلى السيارات الكهربائية بالكامل، خاصة فيما يتعلق بسوق العمل وسلاسل توريد السيارات في اليابان، والتي يعمل بها نحو 5.5 مليون موظف.
ومع تنوع أساليب الوصول إلى الحياد الكربوني في أنحاء صناعة السيارات، تواصل شركات السيارات اليابانية الثلاث الابتكار في تطوير السيارات الهجين والكهربائية للوفاء بمعايير الانبعاثات ومتطلبات السوق في المستقبل.