تزايد شعبية الإسكوتر الكهربائي في الهند والإمارات كملجأ للاستدامة البيئية وعلاج للزحام

مع تحول العالم إلى تكنولوجيا النقل المستدام، لا سيما في البلاد ذات الكثافة السكانية العالية مثل الهند، تكتسب الإسكوتر الكهربائي شعبية واسعة. وتصدرت شركة "ريفر" الهندية الناشئة المتخصصة في مجال الإسكوتر الكهربائي، عناوين الصحف مؤخرا بعد الحصول على تمويل كبير لتوسيع عملياتها.

واستثمرت مجموعة الفطيم الإماراتية 15 مليون دولار في تمويل الشركة الهندية. وهو استثمار يؤشر على الاهتمام المتزايد بسوق السيارات الكهربائية. وتهدف شركة ريفر إلى استثمار حصيلة الجولة الاستثمارية في تعزيز قدراتها الإنتاجية وتطوير تقنيات متطورة لإحداث ثورة في صناعة الإسكوتر الكهربائي.

وقد صرح بول ويليس، رئيس الفطيم للسيارات، إن مجموعة الفطيم قامت بتقييم أكثر من 50 شركة منتجة للإسكوتر الكهربائي، واستقرت على دعم رؤية فريق شركة "ريفر" نظرا للالتزام الدؤوب بتطوير منتجات، وأضاف: "أنا على قناعة بأن منتجاتهم ستحقق نجاحا كبيرا في الهند وحول العالم".

يرجع صعود السيارات الكهربائية في المقام الأول إلى الاهتمام بتحسين البيئة والمبادرات الحكومية المشجعة لحلول النقل النظيف. ومع ارتفاع مستويات التلوث في المدن الكبرى حول العالم، تحفز الحكومات الناس لاعتماد وسائل النقل النظيف. وفي الهند تحديدا، حيث تعتبر جودة الهواء قضية بحاجة إلى علاج فوري، الدافع قوي جدا نحو كهربة قطاع النقل.

وإحدى مزايا الإسكوتر الكهربائي قدرتها على التنقل في المناطق المزدحمة بسهولة. وفي بلاد كالهند حيث يتفشى الازدحام المروري وتندر وفرة أماكن لركن السيارات، تكون الدراجات البخارية والدراجات النارية الكهربائية حلا فعالا لاحتياجات التنقل اليومية. كما أن رخص سعرها مقارنة بالسيارات التقليدية تزيد جاذبيتها لفئات المستهلكين الأقل قدرة على الإنفاق.

وأدت تطورات تكنولوجيا البطاريات إلى تحسن كبير في مدى سير السيارات الكهربائية. وتوفر بطاريات الليثيوم أيون الحديثة في الإسكوتر الكهربائي نطاقات طويلة تسيرها السيارة بالشحنة الواحدة، ما يجعلها مناسبة جدا للسفريات الطويلة والتنقل بين المدن. تزايد نطاق السير وانتشار محطات الشحن في المدن الكبرى يجعلان امتلاك إسكوتر كهربائي أو دراجة نارية أيسر من أي وقت مضى.

ونفذت حكومة الهند العديد من السياسات التي تدعم بشكل مباشر اتساع حركة التنقل الكهربائي مؤخرا. ويهدف مخطط تبني وتصنيع السيارات الكهربائية (FAME)، الذي أعلنته الحكومة عام 2015، إلى توسيع انتشار السيارات الكهربائية بتقديم الحوافز للمصنعين والمستهلكين. وأسهمت هذه المبادرة في تسريع تطوير تكنولوجيا السيارات الكهربائية والبنية التحتية في أنحاء الهند.

واتخذت بعض الولايات الهندية تدابير استباقية لتشجيع استخدام الإسكوتر الكهربائي. فمثلا نفذت دلهي برنامج دعم يقدم حوافز مالية للمواطنين لشراء دراجات بخارية كهربائية ودراجات نارية. أدت هذه المبادرات إلى زيادة الطلب على الإسكوتر الكهربائي.

وشركة "ريفر" ليست الشركة الوحيدة التي استفادت من هذا التشجيع، فالعديد من الشركات الناشئة والشركات العريقة دخلت السوق كل على طريقته الخاصة، نذكر منها على سبيل المثال شركة "هيرو إلكتريك" وشركة "تي في إس موتور" وشركة "باجاج أوتو" وشركة "آثر إنرجي" وشركة "أوكيناوا أوتوتك"، واستطاعت هذه الشركات إثبات وجودها في مجال إنتاج الإسكوتر الكهربائي في الهند.  

والمنافسة على أشدها في الهند، إذ تسعى كل شركة لتمييز نفسها بميزات فريدة وتقنيات مبتكرة. فمثلا تقدم شركة "آثر إنرجي" دراجات بخارية ذكية متصلة بشاشات تعمل باللمس وتحديثات فورية عبر الأثير. وتركز شركة مثل "أوكيناوا أوتو تك" على خفض تكاليف منتجاتها مع الحفاظ على الجودة.

في حين أن جولة التمويل الأخيرة لشركة "ريفر" سلطت الضوء على قدرة الشركة على النمو، فقد عكست أيضا ثقة المستثمرين في سوق السيارات الكهربائية المنتعش في الهند. ومع ضخ شركات مثل "ريفر" المزيد من الاستثمارات في البحث والتطوير، نتوقع مكتسبات كبيرة في كفاءة تكنولوجيا البطاريات والأداء العام للإسكوترات الكهربائية.

والمرجح أن تؤثر تطورات صناعة السيارات في الهند على صناعات أخرى حول العالم. فالهند سوق رئيسي للعديد من مصنعي السيارات الدوليين بسبب قاعدتها السكانية الضخمة والنمو الاقتصادي الذي زاد مداخيل العديد من المواطنين الهنود. ومع ميل المواطنين إلى المنتجات التي تراعي الاستدامة البيئية كالسيارات الكهربائية، فإن الشركات العاملة في هذا المجال قد تكون أمام فرص نمو عملاقة.

إسكوتر شركة بليتس 3000X يستهدف الشركات في مجال توصيل الطعام والشحن في الإمارات.

وفي الإمارات، تعتبر شركة "وان موتو" (One Moto) لاعبا رئيسيا، ويسعى مؤسس الشركة آدم ريدجواي إلى اقتناص حصة كبيرة من سوق دبي الذي يستضيف حاليا 15 ألف دراجة نارية تقليدية. وأنتجت الشركة مجموعة واسعة من الدراجات الكهربائية منخفضة الطاقة 250 وات، ودراجات التوصيل الكهربائية 4000 وات التي تسير بسرعة 85 كم / ساعة، والدراجات الكهربائية التي تُقاد من وضع الوقوف والجلوس. ويعتبر الموديل الرئيسي لشركة "وان موتو" هو إسكوتر "إلكترا" الذي يسير بين 90 و150 كيلومترا بشحنة واحدة.

وهناك شركة أخرى تسعى لخطف انتباه السوق الإماراتي هي شركة بليتس موتورز (Blitz Motors) الإسرائيلية التي تستهدف قطاع الأعمال بدراجتها الكهربائية 3000X لخدمة شركات الأغذية والتوصيل.

صحيح أنه لا مجال لمقارنة سوق الدراجات الكهربائية في الإمارات بنظيره في الهند، لكن الإمارات أمام نقلة كبيرة في مجال تسيير الدراجات الكهربائية في السنوات القادمة.

المنشورات ذات الصلة

المشاركات الاخيرة

أحدث مقاطع الفيديو

We've detected you might be speaking a different language. Do you want to change to:
English
English
Arabic
Close and do not switch language