حققت شركة هرتز الدولية المتخصصة في تأجير السيارات، قفزة هائلة نحو التحول إلى السيارات الكهربائية بالكامل. وتخطط الشركة إلى تحويل ما نسبته 25% من أسطولها البالغ نصف مليون سيارة في الولايات المتحدة إلى العمل بالكهرباء بنهاية عام 2024، مقارنة بالنسبة الحالية البالغة 10٪ من إجمالي الأسطول.
ولتحقيق هذا الهدف الطموح تخطط الشركة لشراء 330 ألف سيارة كهربائية من الشركات الرائدة مثل تسلا وبول ستار وجنرال موتورز لإتاحتها في السوق.
وقال ستيفن شير الرئيس التنفيذي للشركة خلال اتصال مع المستثمرين مؤخرا: "في نهاية شهر مارس 2023، بلغ عدد السيارات الكهربائية في أسطولنا 50 ألف سيارة، وهذا يُعادل 10٪ من إجمالي الأسطول".
وساعد انخفاض أسعار السيارات الكهربائية، تحت وطأة الحرب التجارية بين شركة تسلا ومنافسيها، في تيسير تبني شركة هرتز للسيارة الكهربائية. وأشار الرئيس التنفيذي للشركة إلى أن "انخفاض أسعار السيارات الكهربائية هو وضع مُشجع لنا لرفع نسبة السيارات الكهربائية في الأسطول من 10٪ إلى 25٪ وربما أعلى. وطبعا يُسعدنا شراء مزيد من السيارات بأسعار أقل وأقل ".
ويعتبر قرار شركة هرتز اعتماد السيارات الكهربائية بالكامل بدلا من السيارات التقليدية، استجابة لحالة السوق المتغيرة بسرعة. فقد أدى تزايد الوعي بحماية البيئة والتقدم في تكنولوجيا تصنيع السيارات الكهربائية، إلى تحوّل عالمي مكثف نحو خيارات النقل الصديقة للبيئة. ويتضح حرص شركة هرتز على مواكبة التغير الحاصل في الأسواق.
وتتوقع الشركة زيادة حادة في الطلب على تأجير السيارات الكهربائية إلى حوالي 2 مليون سيارة في عام 2023 في الولايات المتحدة بزيادة خمسة أضعاف عن العام الماضي. ومع الوقت، ستكون السيارة الكهربائية قادرة على تجديد نموذج أعمال شركات تأجير السيارات، وفقا للمحلل بشركة الأبحاث الدولية أوبنهايمر آند كو - إيان زافينو.
وتستفيد شركات تأجير السيارات مثل شركة هرتز من قلة مصاريف السيارة الكهربائية مقارنة بالسيارات التقليدية، لأنها تحتفظ بالسيارة الكهربائية لفترة أطول بفضل انخفاض تكاليف تشغيل وصيانة السيارة. وقال المحلل إيان زافينو: "كلما احتفظت السيارات بقيمتها، قلت تكلفة تشغيلها".
وقدّرت شركة هرتز أن المستأجر الذي يأخذ سيارة كهربائية بدلا من سيارة تعمل بالغاز يُوفر ما بين 10 و15 في المائة من تكلفة التأجير والتشغيل. وقالت الشركة إن 50 ألف سائق أوبر قاموا باستئجار سيارات كهربائية من شركة هرتز في الولايات المتحدة، استخدموها في القيادة لمسافة إجمالية تجاوزت 260 مليون ميل. وتشير بيانات شركة أوبر إلى أن 4.1٪ من الأميال التي قطعها سائقو الشركة في الولايات المتحدة كانت بسيارات كهربائية.
وتتيح شركة هرتز السيارات الكهربائية لعملائها التجاريين أيضا، الذين يساهمون بنصف إيراداتها التأجيرية. وتختار عدة شركات تأجير السيارات الكهربائية ضمن استراتيجيتها للحد من انبعاثات الكربون. ولمواجهة المخاوف من صعوبة شحن السيارة الكهربائية وندرة محطات الشحن، تقدم شركة هرتز حوافز لشركة "بالس" التابعة لبريتيش بتروليوم (BP's Pulse) لتأسيس البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية في مواقع شركة هرتز في المدن الأمريكية الكبرى.
وقال شير للمحللين في المكالمة المذكورة أعلاه: "أعتقد أن تبني السيارة الكهربائية سيستمر"، مشيرا إلى إعلان شركات مثل "أوبر" و"ليفت" رغبتها في التحول إلى السيارات الكهربائية بالكامل في المستقبل القريب. وختم حديثه بالقول: "أعتقد أن شركة هرتز وأسطولنا الكهربائي هما أفضل نقطة سعرية من حيث التكلفة لمستأجري السيارات وفرصة رائعة لتجريب السيارات الكهربائية ".
تأتي خطوة هرتز وسط اتجاه أوسع للصناعات والحكومات في أنحاء العالم لاعتماد سياسات الحياد الكربوني. وأعلنت عدة دول منها المملكة المتحدة وألمانيا عن خطط لحظر بيع السيارات التقليدية الجديدة في السنوات المقبلة، وتتعرض صناعة السيارات التقليدية لضغوط متزايدة للتحول إلى السيارات الكهربائية.
واستجابت الأسواق المالية إيجابيا لإعلان شركة هرتز. وشهدت الشركة ارتفاعا في حصصها السوقية بعد تقرير الأرباح الأخير في الربع الأول من عام 2023، وفيه أعلنت تحقيق إيرادات بلغت ملياري دولار وبلغت ربحية كل سهم من هذه الإيرادات 39 سنتا مقابل متوسط التوقعات عند 21 سنتا.
الآن ننتقل من الولايات المتحدة إلى الإمارات، فرغم اختلاف حجم وطبيعة السوق الإماراتية عن السوق الأمريكية، من المتوقع أن تشهد السوق الإماراتية إعلانات مشابهة من شركات تأجير السيارات. لنأخذ مثالا على ذلك شركة هيرتز الإمارات التي أعلنت أن 10% من أسطول سياراتها الحالي البالغ عدده الإجمالي 11 ألف سيارة أصبح يعمل بالكهرباء أو الوقود الهجين، ويشمل سيارات فولفو وبولستر و"بي واي دي". وقالت الشركة إن هذه النسبة في طريقها إلى الزيادة خلال سنوات قليلة قادمة.
ومع زيادة الطلب على السيارات الكهربائية في السنوات المقبلة، من المتوقع أن يزداد الطلب بشكل كبير على السيارات الكهربائية بين المواطنين والمقيمين والسياح في دولة الإمارات.