فورد تستعد لإطلاق نسخة كهربائية من سيارة موستانج للقيادة على الطرق الوعرة

تفوقت السيارة في سباقات القوة الغاشمة التي تسمح بالسرعات الجنونية. لكن الإصدارات المعتادة من فورد موستانج لم تكن مناسبة لقيادة الراليات بسبب ضخامة السيارة وثقل بنيتها مقارنة بسيارات الراليات المعتادة التي تكون أصغر حجما وأذكى غالبا. وفي المرات التي تفوقت هذه السيارات في الراليات، كان تميزها نتيجة لتعديلات جوهرية مثل تعديل نظام التعليق والإطارات ونظام نقل الحركة للتعامل مع قسوة السباق على الطرق الوعرة.

الآن قررت فورد الخروج بسيارتها الرائعة للطرق الوعرة عن طريق استحداث موديل "موستانج ماخ إي رالي". وأعلنت الشركة عن هذه السيارة في معرض "آي إيه إيه موبيليتي" في ميونيخ، في خطوة جريئة تهدف لاستكشاف مناطق غير مطروقة للسيارات الكهربائية، وتعد بمغامرات على الطرق الوعرة والترابية. 

تقول دونا ديكسون، كبيرة مهندسي السيارة موستانج ماخ-إي، عن رؤية الشركة للسيارة الجديدة: "نحن دائما نستكشف مجالات جديدة على مستوى الأداء، والجمع بين نظام التعليق المنضبط ومجموعة نقل الحركة الكهربائية مزدوجة المحرك، والتصميم الآسر يجعل سيارة موستانج ماخ إي رالي فئة مختلفة تماما من السيارات عالية الأداء القادرة على إثارة حماس محبي المغامرات."

وتتميز السيارة الكهربائية الجديدة بمجموعة نقل الحركة موستانج ماخ إي جي تي وتحقق عزم دوران مدهش 880 نيوتن متر وقدرة 358 كيلووات؛ وتعمل ببطارية ليثيوم أيون سعة 91 كيلووات في الساعة لإعادة رسم معايير أداء السيارات الكهربائية.

وقد أولت شركة فورد اهتماما كبيرا لتصميم السيارة ووظيفيتها. وتتميز سيارة ماخ إي رالي بنظام تعليق أعلى قليلا من سيارة "موستانج ماخ إي جي تي"، وتتميز بنوابض مضبوطة خصيصا وماص صدمات "ماجني رايد". وأقراص المكابح الأمامية مقاس 385 مم مع تيل فرامل حمراء اللون تحمل علامة بريمبو وتُضفي مظهرا جماليا. وتستخدم السيارة عجلات معدنية بيضاء لامعة قياس 19 بوصة على شكل طراز سباقات الراليات.

والجزء السفلي من السيارة محمي بدرع للمحركات الأمامية والخلفية، وكسوة الأبواب وأقواس العجلات مغطاة بطبقة واقية لحماية الطلاء. ويتضمن التصميم عوازل للوحل والطين لمغامرات الطرق الوعرة.

ومن الميزات البارزة في سيارة موستانج ماخ إي رالي وضع القيادة "رالي سبورت" (الرياضي) الأول من نوعه في سيارات فورد. وقد تم تصميمه للقيادة على الطرق الوعرة، وتكييف أنظمة التحكم الإلكترونية للتعامل الأمثل مع تغير زوايا السير والسماح بانزلاقات حادة. والإطارات الجديدة تسمح بأداء رائع في الأجواء الثلجية وعلى جميع الأسطح الملساء والزلقة.

ولم تعتمد فورد فقط على التصاميم النظرية والاختبارات المحاكاة. فقد استهدفت الشركة ضمان جاهزية السيارة للعالم الحقيقي، فاختبرت السيارة على حلبة رالي جديدة كليا في ملعب "فورد متشجن" من تصميم خبراء مخضرمين في سباق الراليات. وخضعت النماذج الأولية للسيارة لاختبارات على مسافات تصل إلى 800 كم لمحاكاة متانة الراليات.

وعلى المستوى الجمالي، السيارة أيقونة حقيقية! تتميز بجناح خلفي مثير مستوحى من "فوكاس آر إس"، ولمسات متباينة، وفاصل أمامي فريد، وسقف فولاذي مطلي بالأسود. وتتضمن لوحة الألوان الجريئة "الأزرق الأخاذ" و"الأسمر الظلي" والأخضر والأصفر الأخاذ و"الأبيض النجمي" والرمادي الثلجي" الجديد كخيارات إضافية. ويكمل التصميم الداخلي سحر المظهر الخارجي القوي، مع لمسات بيضاء لامعة، ومقاعد عالية الأداء من تصميم فورد، وأسطح جلوس منقوش عليها عبارة "ماخ إي رالي".

بعد كل هذا العرض لمزايا السيارة، لا يفوتنا القول إن ثمة مخاوف من قدرات السيارة الحقيقية على الطرق الوعرة. فقد أشار بعض النقاد إلى انخفاض الخلوص الأرضي للسيارة واعتبروها غير ملائمة لسباقات الراليات عالية السرعات. وقال جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة فورد: "(هذه السيارة) تأخذ موديل موستانج إلى منطقة جديدة تماما - إلى الطرق غير الممهدة. السيارة مستوحاة من عشاق القيادة الحقيقيين، تجربة قيادة غير مسبوقة تحقق متعة صافية. مع ذلك يبقى أن نرى الأداء الحقيقي لهذه السيارة الرياضية متعددة الاستخدامات الكهربائية."

وسوف تبدأ فورد في تلقي طلبات شراء السيارة موستانج ماخ إي رالي أوائل 2024، ويبدأ التسليم بعدها بفترة قصيرة. هذه السيارة هي إعلان نوايا واضح من شركة فورد، لكن نحن نحتاج وقتا لنرى إن كانت قادرة على جذب اهتمام السوق والانتقال بسوق السيارات الكهربائية إلى أفق جديد وطرق غير مطروقة!