حلم تسيير سيارة كهربائية طائرة يقترب أكثر وأكثر من التحقق! لطالما شاهدنا هذه المشاهد في أفلام الخيال العلمي ومقاطع الفيديوهات المستقبلية. لكن التطورات الحديثة في التكنولوجيا وتزايد مشكلة الازدحام المروري في المدن دفعا العديد من الشركات للاستثمار بكثافة في هذه السوق الناشئة.
قطعت شركات مثل "دوروني إيروسبيس" Doroni Aerospace و"أليف لتكنولوجيا الطيران" Alef Aeronautics خطوات كبيرة في تطوير وتسيير سيارات طائرة تعمل بالكهرباء. وفي إنجاز تاريخي مؤخرا، نجح الرئيس التنفيذي لشركة "دوروني إيروسبيس" – دورون مردينجر في قيادة طائرة شخصية ذات مقعدين للإقلاع والهبوط العمودي.
في الوقت نفسه، أعلنت شركة أليف لتكنولوجيا الطيران، ومقرها كاليفورنيا، حصولها على شهادة اعتماد الطيران من إدارة الطيران الفيدرالية لسيارتها الطائرة الأولى (Model A). وتعتبر هذه الشهادة أول اعتماد لسيارة طائرة في الولايات المتحدة
ويؤكد هذا الاعتماد أن السيارة استوفت معايير السلامة اللازمة للطيران، ويعكس اهتمام الشركة بضمان سلامة المستخدم والامتثال لأنظمة الطيران الوطنية.
سيارة كهربائية طائرة من إنتاج أليف للطيران. الصورة إهداء من الشركة.
وقال جيم دوخوفني، الرئيس التنفيذي للشركة: "(السيارة الطائرة) تساعدنا في تقريب الناس من النقل السريع صديق البيئة، وتوفير ساعات عمل للأفراد والشركات وهي خطوة صغيرة في مجال الطائرات وخطوة عملاقة في مجال السيارات".
وتتضمن عملية الاعتماد لدى إدارة الطيران الفيدرالية إجراءات صارمة لتقييم الجوانب المختلفة كمعايير صلاحية الطيران والسلامة الهيكلية وأداء أنظمة الدفع وقدرات الاستجابة للطوارئ وغيرها. وباجتياز هذه العملية، أثبتت شركة أليف موثوقية وسلامة سيارتها الكهربائية الطائرة. ومن المتوقع أن يوفر ظهور السيارات الطائرة الكهربائية إمكانات هائلة في قطاع النقل.
ويمكن للسيارة الطائرة الإقلاع عموديا وأفقيا وتحمل شخصين. ويمكن استخدام السيارة الطائرة على الأرض وفي الجو، ومن المتوقع أن يصل مدى سيرها على الأرض حتى 200 ميل ومدى الطيران 110 أميال
أما طائرة eVTOL من شركة "دوروني للطيران" فتمثل أيضا قفزة كبيرة للأمام في مجال الطيران الشخصي. وبفضل التصميم المضغوط والقدرة على التوافق مع مدارج الطيران، توفر هذه السيارة الطائرة الكهربائية راحة كبيرة لمستخدميها. وتُظهر الرحلة التجريبية الناجحة التي أجراها الرئيس التنفيذي للشركة جدوى وإمكانات السيارة الطائرة للاستخدام اليومي.
ومن المتوقع أن تصبح دبي بين أول مدن العالم التي تستخدم السيارات الطائرة. وتأمل في إطلاق خدمة "مشاركة الرحلات الجوية" عام 2026. وستكون السيارات عبارة عن سيارة أجرة كهربائية طائرة من صنع شركة "جوبي أفييشن" Joby Aviation، ومقرها في سانتا كروز، كاليفورنيا. وستوفر الإقلاع والهبوط العمودي بانبعاثات صفرية.
وتمتلك السيارات الطائرة الكهربائية إمكانات هائلة ليس فقط في مجال التنقلات الشخصية، وإنما لمختلف التطبيقات كخدمات الطوارئ الطبية والمراقبة الجوية. ويمكن لهذه التكنولوجيا الجديدة حل مشكلة زحام المدن استفادة من البعد الرأسي - الإقلاع بدون مدرج. كما سوف تخفض انبعاثات الكربون المرتبطة بوسائل النقل التقليدية، ما يساهم في مستقبل أكثر استدامة.
ورغم وجود تحديات كبيرة أمام تسيير السيارات الطائرة الكهربائية، فإن التقدم التكنولوجي جعلها أكثر جدوى من أي وقت مضى. ويسمح استخدام المواد المتقدمة، مثل المواد الهندسية خفيفة الوزن وألياف الكربون، بزيادة الكفاءة ومدى الرحلات.
وأدت تطورات تكنولوجيا البطاريات إلى تحسين قدرات تخزين الطاقة وتقليل فترات الشحن. مع ذلك هناك عدة عقبات يجب معالجتها قبل تعميم مثل هذه التكنولوجيا؛ أحدها تعميم البنية التحتية مثل إنشاء منصات للإقلاع والهبوط في أنحاء المدن.
كما يجب وضع الأطر التنظيمية لضمان التشغيل الآمن ومعالجة المخاوف المتعلقة بإدارة المجال الجوي. ورغم هذه التحديات، فإن الإنجازات الناجحة في الاختبارات والاعتماد التي حققتها شركتا دوروني إيروسبيس وأليف، والالتزام المستمر لمدن مثل دبي يؤشران على تقدم كبير نحو مستقبل يتنقل فيه الناس بسيارة كهربائية فوق الأرض وتحت السحاب!