يبدو أن عددا متزايدا من محبي السيارات في الشرق الأوسط على استعداد لاقتناء المنتجات الصديقة للبيئة ودفع علاوة سعرية مقابل الاستدامة، رغم الضغوط الاقتصادية الحالية؛ حسبما أفادت دراسة استقصائية لوكالة "بي دبليو سي" للاستشارات.
وشملت الدراسة أكثر من 20 ألف مشارك في العالم، وركزت على عادات الإنفاق لدى المستهلكين في الشرق الأوسط. وكشفت أن المستهلكين في المنطقة أصبحوا على استعداد لدفع علاوة سعرية حتى 9.7% مقابل شراء منتجات وخدمات يرونها مستدامة بيئيا.
وجاء المستهلكون الأصغر سنا في المقدمة، خصوصا جيل الألفية وجيل زد، حيث أبدوا اهتماما أكثر بالإنفاق على أساس الاستدامة. ومنحت هذه الفئة العمرية أولوية للعلامات التجارية التي تتوافق مع قيمها، وخاصة التي تركز على المسؤولية الاجتماعية والبيئية. وبدا من الدراسة أن هذا الجيل أكثر دراية بقضايا الاستدامة، ويدافعون بنشاط عن تبنيها. وهذا يفرض ضغوطا على الشركات لتبني ممارسات أكثر صداقة للبيئة للحفاظ على قدراتها التنافسية.
وطالب المشترون بمزيد من الشفافية بشأن الأثر البيئي للعلامات التجارية. وأظهر الاستطلاع أن أكثر من 70% من المتسوقين قد يفكرون في تغيير العلامات التجارية إن وجدوا أن الشركات تدعي تحقيق الاستدامة البيئية على غير الصواب. وقد يدفع هذه الاتجاه الشركات إلى تكثيف جهودها في مجال الاستدامة، وتجنب الحصول على المواد الخام بطرق أخلاقية وخفض بصماتها الكربونية.
للأجيال الشابة قيم شابة أبضا
وكشف تقرير آخر بعنوان مستقبل التنقل بالسياراتصدر عن وكالة آرثر دي ليتل للاستشارات أن ملكية السيارات العادية والكهربائية والقيادة الذاتية وخدمات التنقل الجديدة تشهد حالة تطور لافتة للنظر؛ إذ ركز التقرير على دولة الإمارات باعتبارها السوق الأكثر تقدما في الشرق الأوسط في تبني التحول لسيارات الطاقة الجديدة.
وسلط آلان مارتينوفيتش، الشريك ورئيس ممارسات السيارات في الشرق الأوسط والهند في شركة آرثر دي ليتل، الضوء على استباقية الإمارات في تبني الابتكار في عالم السيارات، مشيرا للاهتمام الكبير بالتحول للسيارات الكهربائية وتطبيق تكنولوجيا القيادة الذاتية.
وعلق مارتينوفيتش قائلا: "تتصدر منطقة الشرق الأوسط الدول التي تتبنى مستقبل النقل. وتسلط نتائج الدراسة الضوء على استعداد كبير للتحول للسيارات الكهربائية، وموقف إيجابي تجاه تقنيات القيادة الذاتية، وميل قوي نحو المعاملات الرقمية في معاملات شراء السيارات. هذه الرؤى بالغة الأهمية لشركات السيارات وصناع السياسات في هذا المشهد المتطور في سوق سيارات الشرق الأوسط".
وأشارت النتائج الرئيسية للدراسة إلى أن اقتناء سيارة شخصية هو محل تقدير واضح بين سكان الإمارات. وأفاد أكثر من نصف المشاركين في الدراسة في الإمارات باهتمامهم بشراء السيارات الجديدة، على خلاف ما هو سائد في مناطق مثل الصين. وفضل 80% من المستهلكين في الإمارات اقتناء سيارات جديدة، في اختلاف واضح عن مناطق مثل أوروبا والولايات المتحدة حيث يفضل الناس شراء السيارات المستعملة.
كما ركز التقرير على التحول نحو السيارات الصديقة للبيئة. وتأتي الإمارات في مقدمة دول المنطقة في الاهتمام بقضايا البيئة عند اختيار السيارة. ورغم أن غالبية أصحاب السيارات في الإمارات يستخدمون محركات الاحتراق الداخلي، أعرب أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم عن رغبتهم في دراسة شراء سيارات ذات محركات بديلة، مع اهتمام ملحوظ بالسيارات الكهربائية والهجين. ورغم هذا الاهتمام المتزايد، يخطط أقل من 15% لاختيار السيارات الكهربائية بالكامل في هذه المرحلة.
يتنقل الناس في الشرق الأوسط مسافة 32 كم يومياً، وهو ما يزيد بنسبة 50% عن أوروبا.
ورصدت الدراسة الاهتمام المتزايد في الإمارات بحلول التنقل البديلة. وأبرزت خدمات النقل التشاركي، من خلال شركات مثل كريم وأوبر، باعتبارها خيار التنقل الجديد الأكثر شعبية، حيث تتمتع بمعدلات استخدام أعلى من خدمات مشاركة السيارات وخدمات مشاركة الرحلات.
وكشفت الدراسة أن سكان الشرق الأوسط يقطعون مسافات أطول في التنقل ويقطعون مسافات سنوية أعلى مقارنة بالناس في أوروبا. ففي المتوسط، يقطع سكان الشرق الأوسط 32 كيلومترا يوميا، أكثر بنحو 50% من أوروبا. ويقطعون مسافة 18 ألف كيلومتر سنويا، أي أكثر بنسبة 38% من أوروبا.
وكشفت الدراسة أن سكان الشرق الأوسط يقطعون مسافات أطول في التنقل ويقطعون مسافات سنوية أعلى مقارنة بالناس في أوروبا. ففي المتوسط، يقطع سكان الشرق الأوسط 32 كيلومترا يوميا، أكثر بنحو 50% من أوروبا. ويقطعون مسافة 18 ألف كيلومتر سنويا، أي أكثر بنسبة 38% من أوروبا.
وأصبحت المعاملات الرقمية تلعب دورا متزايدا في عمليات بيع السيارات في الإمارات، حيث يلعب الإنترنت دورا من مرحلة البحث انتهاء بمعاملات الشراء. مع ذلك يزور مشتري السيارات في المنطقة وكلاء السيارات حوالي 3.9 مرة قبل اقتناء السيارة، ما يزيد عن أي منطقة أخرى في العالم. وأكثر من نصف المستهلكين في الإمارات يفضلون إتمام معاملات شراء السيارات على الإنترنت، وهو أعلى معدل في أنحاء العالم.
وتظهر هذه التقارير اهتماما قويا بالتحول إلى السيارات القائمة على التكنولوجيا المستدامة وعن تطور واضح في ذهنية المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط ولاسيما في دول الخليج.