مع تزايد نشاط سوق السيارات الكهربائية في الشرق الأوسط، تراهن شركة نيسان على حدثين رئيسيين في عام 2025: إطلاق سيارة "ميكرا" الكهربائية بالكامل والنسخة المعاد تصميمها من سيارة "ليف". تُجسد هذه السيارات إستراتيجية الشركة في مجال السيارات الكهربائية وتتماشى مع إعلانها الأخير عن الاندماج مع شركة هوندا بهدف إسراع الانتقال إلى أنظمة الدفع الكهربائية.
ميكرا: حقبة جديدة لاسم كلاسيكي
ستعود سيارة "ميكرا" من إنتاج نيسان العام المقبل بنسخة كهربائية بالكامل. وبناء على إرث السيارة الأيقونية، تستوحي "ميكرا" الكهربائية الجديدة تصميمها من الطرازات السابقة مع تطبيق فلسفة تصميم حديثة وتقنيات كهربائية متقدمة.
أعلن ماكوتو أوشيدا، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة نيسان، في بيان مؤخرا أن سيارة ميكرا الكهربائية بالكامل هي مزيج مثالي بين التراث العريق للشركة والتزامها بمستقبل بلا انبعاثات. وتفيد التقارير أن هذا الطراز سيكون مرتبطا بشكل وثيق بسيارة رينو 5، ما يؤكد على تعاون نيسان مع رينو عبر تحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي.
والمتوقع أن تكون سيارة ميكرا خيارا اقتصاديا للمركبات الكهربائية، يجعل التنقل الكهربائي أسهل للسائقين في المناطق الحضرية. وعلى الرغم من عدم تأكيد تفاصيل مدى السير والسعر حتى الآن، فالسيارة جزء من خطة نيسان الطموحة لإطلاق خمس سيارات كهربائية جديدة بحلول عام 2026.
سيارة نيسان ليف: تجربة عصرية كهربائية
تستعد سيارة نيسان "ليف"، التي كانت من أوائل السيارات الكهربائية المُصنعة للتوزيع على نطاق واسع، للحصول على تحديث شامل. ومن المقرر إطلاق النسخة الجديدة في الصيف القادم، حيث تتميز بتصميم أكثر انسيابية، وخطوط أكثر نعومة، ومساحة داخلية أكبر. والمفاجأة الكبرى أن مدى سير السيارة يمكنها السفر لأكثر من 350 ميلا بشحنة واحدة.
في هذا السياق، قال أشواني غوبتا، الرئيس التنفيذي للعمليات في نيسان: ”سيارة ’ليف‘ هي دائما مرادف للقيادة الكهربائية، ويؤكد هذا الإصدار الجديد ريادتنا في مجال السيارات الكهربائية. والمتوقع أن تلقى السيارة المحدّثة صدى جيدا في منطقة الخليج، حيث لا يزال القلق من مدى السير الذي تقطعه السيارة الكهربائية يشكل مصدر قلق كبير لمشترين السيارات الكهربائية."
نيسان ليف 2025.
إستراتيجية لدول الخليج وخارجها
شهدت منطقة الخليج، كالإمارات والسعودية، تزايد اهتمام بالسيارات الكهربائية، مدفوعة بدعم الحكومة والتركيز المتزايد على الاستدامة. وتأتي أحدث عروض شركة نيسان في توقيت إستراتيجي للاستفادة من هذا الزخم. فمثلا تهدف دولة الإمارات إلى أن تصبح 20% من سياراتها كهربائية عام 2030، وأعلنت السعودية خططا لتصبح مركزا إقليميا لتصنيع السيارات الكهربائية.
وتركز شركة نيسان على تصنيع السيارات الكهربائية بمدى سير ممتد يضع الشركة في وضع مناسب لاقتناص حصة سوقية في المنطقة. وبالجمع بين السعر المنخفض والميزات المتقدمة، قد تصبح سيارتا ميكرا وليف خيارا مفضلا للناس في عموم الشرق الأوسط.
فصل جديد وجريء: الاندماج مع هوندا
في خطوة فاجأت الصناعة، أعلنت شركة نيسان عن خطط للاندماج مع شركة هوندا، بهدف حشد الموارد والخبرات المشتركة للمنافسة بشكل أفضل في سوق السيارات الكهربائية.
وقال ماكوتو أوشيدا: ”هذا الاندماج لحظة محورية للشركتين" بهدف إسراع التحول العالمي نحو التحول الكهربائي والتنقل المستدام.
ويركز الكيان المدمج على تطوير منصات السيارات الكهربائية المشتركة، والاستفادة من وفورات الحجم في خفض التكاليف وتحسين الكفاءة. والمتوقع أن يؤدي هذا التعاون إلى إسراع إطلاق الطرازات الجديدة بشكل كبير، ما يمكّن العلامتين التجاريتين من التنافس بشكل أكثر فعالية مع منافسيها مثل تسلا وبي واي دي.
الرئيسان التنفيذيان لنيسان وهوندا.
تحديات وفرص للمستقبل
على الرغم من طموحات شركة نيسان في مجال السيارات الكهربائية، لا تزال هناك تحديات أمام الشركة. فالمنافسة شديدة في هذا المجال، حيث تتنافس شركات السيارات من أوروبا والولايات المتحدة والصين على الهيمنة. ولا تزال البنية التحتية للسيارات الكهربائية، وخصوصا شبكات الشحن، بحاجة إلى استثمارات كبيرة في عدد من مناطق، منها منطقة الخليج العربي.
لكن إستراتيجية الشركة، التي تركز على تقديم مجموعة متنوعة من السيارات الكهربائية، بدءا من السيارات البسيطة إلى الفاخرة، تضعها في وضع جيد لتجاوز هذه التحديات. ويوفر إرث الشركة القوي والدعم الذي حصلت عليه من الاندماج مع شركة هوندا أساسا متينا للنمو المستقبلي.
التزام بالتغيير
يشير إطلاق نيسان لسياراتي ميكرا وليف في عام 2025 إلى التزام متجدد بإنتاج السيارات الكهربائية، ومزج الابتكار مع سهولة الوصول. ومع اندماجها مع شركة هوندا، تضاعف الشركة جهودها لتكون لاعبا عالميا في مجال تحول الطاقة. هل تنجح إستراتيجية الشركة؟ ننتظر لنرى!
