نمت مبيعات السيارات الكهربائية عالميا بنسبة 21% في الربع الأول من عام 2024. وهو خبر إيجابي على كل حال؛ لكن هناك تراجع في مبيعات السيارات الكهربائية في بعض الأسواق. في الولايات المتحدة مثلا، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية في الربع الأول بنسبة 2.6% على أساس سنوي، لكنها انخفضت 15.2% مقارنة بالربع الأخير من عام 2023 - وهو تراجع واضح!
وشهدت أوروبا أعلى مشتريات ربع سنوية للسيارات الهجين منذ عام 2021 فتم تسجيل 382.700 سيارة، بزيادة 18٪ مقارنة بالربع الأول من عام 2023. وبالمثل، في السوق الأمريكية الأكبر حجما، زادت مبيعات السيارات الهجين 45.7٪ والسيارات الهجين القابلة للتوصيل بالكهرباء PHEV)) وزادت المبيعات بنسبة هائلة 69.7% في نفس الفترة.
ما معنى هذا؟ مع وصول مبيعات السيارات الكهربائية للمستخدمين الأوائل إلى نقطة التشبع، توقف الإقبال عليها إلى حد ما لأن الشريحة التالية من المشترين تتخذ موقفا حذرا من السيارات الكهربائية. هذه الشريحة أقل اهتماما بالسيارات عالية التقنية التي تدافع عن قضية أخلاقية (البيئة وتغير المناخ)، وأكثر اهتماما بالأداء العملي والتكاليف وسلاسة الاستخدام التطبيقي. ومن الآن فصاعدا، بالنسبة لبعض المشترين المحتملين، لا تزال السيارات الكهربائية في حاجة إلى تطوير في هذه المجالات.
لكن لا تزال هناك رغبة في خفض استهلاك الوقود مع ارتفاع أسعاره واقتناء سيارات أقل تلويثا للهواء لاسيما مع سيطرة الخطاب المناخي على عناوين الأخبار في أنحاء العالم.
والمعروف أن اهتمام الناس تحول نحو السيارات الهجين كحل مؤقت عملي يسد الفجوة بين السيارات التقليدية والموديلات الكهربائية بالكامل؛ كون السيارة الهجين تجمع مزايا النموذجين معا.
تشتهر لكزس بالسيارات الهجينة الراقية. تم إطلاق UX 300h مؤخراً في الإمارات العربية المتحدة.
السيارات الهجين ليست شكلا واحدا!
تتنوع أشكال وإمكانيات السيارات الهجين، وتجتهد شركات السيارات في إدخال تكنولوجيات جديدة كل يوم على سياراتها. وهنا تجدر الإشارة إلى الاختلافات الأساسية بين السيارات الهجين!
السيارات الهجين الخفيفة
هل تعلم أنه من الممكن الحصول على سيارة "هجين" بها علبة تروس يدوية تقليدية ذات ثلاث دواسات؟ السيارات الهجين الخفيفة هي الشكل الأساسي للتهجين، حيث توفر فقط "ميزة مساعدة" للمحركات التقليدية.
وعادة ما تكون هذه السيارات مُجهزة بمحرك كهربائي صغير 48 فولت يساعد محرك البنزين أو الديزل أثناء التسارع، ما يقلل عبء عمل المحرك ويخفض استهلاك الوقود. هذه السيارات تميل إلى تحسين كفاءة أنظمة التوقف والتشغيل وخفض استخدام الوقود والانبعاثات أثناء التوقف والانتظار في المرور أو عند الإشارات.
ومن المزايا الرئيسية لهذه السيارات التكلفة المنخفضة وقلة التعقيد مقارنة بالسيارات الهجين الأحدث، لكن فوائدها البيئية متواضعة.
ربما تكون سيارة تويوتا بريوس هي السيارة الهجينة الكاملة الأكثر استخداماً على الأرجح؛ وهي خيار سائقي سيارات الأجرة على مستوى العالم. يتميز إصدار 2024 بأنه أكثر أناقة ومظهراً رياضياً.
السيارات الهجين بالكامل
هذه هي السيارات الهجين المشهورة لدى الجميع؛ إذ يمكن تشغيلها بمحرك الاحتراق الداخلي أو بمحرك كهربائي، أو بالاثنين معا بعد شحن البطارية. هذه السيارات موفرة جدا في الوقود مقارنة بالسيارات الهجين الخفيفة إذ تسمح بالقيادة الكهربائية لمسافات قصيرة وتستخدم الكبح المتجدد لإعادة شحن البطارية.
سيارة تويوتا بريوس هي إحدى رواد التكنولوجيا الهجين وتوفر تخفيضات كبيرة في الانبعاثات مقارنة بالسيارات التقليدية، مع أداء عملي رائع.
السيارات الهجين القابلة للتوصيل بالكهرباء
تشبه السيارات الهجين القابلة للتوصيل بالكهرباء أي سيارة هجين لكن بها بطاريات أكبر حجما يمكن شحنها من مصدر طاقة خارجي.
وتسير هذه السيارة مسافات أطول بالكهرباء فقط، تتراوح عادة من 20 إلى 80 كيلومترا. ولأن معظم الرحلات اليومية تقل عن 50 كيلومترا، فبعض أصحاب السيارات لا يستخدم الوقود الموجود في الخزان أبدا إلا في الرحلات الطويلة.
لهذه السيارات جاذبية كبيرة بسبب تنوعها، خاصة إن كان لديك جهاز شحن في المنزل، وهذا يُفسر النمو الهائل في مبيعاتها في الولايات المتحدة مثلا. لا تنس أن البنزين قد "تنتهي صلاحيته" في التنك في أقل من ثلاثة أشهر لكن الديزل يعيش لمدة عام، لذا تأكد من استهلاك وقود الخزان في أقرب وقت.
تُعد سيارة Volvo XC60 خياراً هجيناً شائعاً في السيارات الهجينة القابلة للشحن مع زيادة المبيعات بشكل كبير خلال العام الماضي.
السيارات الهجين واسعة المدى
أحيانا يصعب شرح آلية عمل هذه السيارات لمعظم المستهلكين، حيث إنها في الظاهر بها محرك احتراق تقليدي لغرض وحيد هو شحن البطارية. وهذا المحرك غير متصل بالعجلات.
والسيارات الهجين واسعة المدى (Range Extender Hybrid) هي سيارات كهربائية تعتمد تماما على المحرك الكهربائي؛ وتجعلك لا تفكر في احتمالية انتهاء شحن البطارية وقصر نطاق السيارة. لكن وجود محرك تقليدي فيها يزيد وزنها ويسبب مشاكل؛ ويقلل كفاءتها مقارنة بالسيارات الكهربائية بالكامل.
نداء السيارات الهجين
التحدي الرئيسي في السيارات الكهربائية هو عدم انتشار محطات الشحن والوقت اللازم للشحن وهو 30 دقيقة على الأقل في معظم السيارات للوصول إلى 80٪ من سعة البطارية. وقد تطول هذه الفترة إن كان أمامك سيارات في طابور الشحن أو كان الشاحن منخفض السرعة.
لكن السيارات الهجين تقضي على هذه المتاعب بتوفير محرك وقود احتياطي، ويسمح برحلات أطول ثم التزود بالوقود بسهولة في أي محطة. هذه السيارات تستخدم وقودا أقل بنسبة تصل إلى 30% من السيارات التقليدية وبالتالي هي موفرة للمال؛ وخافضة للانبعاثات بنسبة 30-50% ما يعالج مخاوف التلوث. وحاليا تتجه أسعار السيارات الهجين إلى المعقولية مقارنة بالسيارات الكهربائية.
ورغم أن السيارات الهجين خيار عملي، فهي غير قادرة على خفض الانبعاثات مثل السيارات الكهربائية الخالصة، خاصة في المناطق التي تعمل فيها الشبكة الكهربائية بموارد متجددة. ومع تحسن البنية التحتية للسيارات الكهربائية وتراجع تكاليف تكنولوجيا البطاريات، تواصل السيارات الهجين لعب دور مؤقت وتكتسب شعبية على حساب السيارات الكهربائية بالكامل!
نود أن نحصل على بعض التعليقات!
أخبرنا إذا وجدت هذه المقالة مفيدة أو إذا كانت لديك تعليقات أو أسئلة معلقة.