تلوث الهواء هو تحد كبير للصحة العامة حول العالم. قدرت منظمة الصحة العالمية أن تلوث الهواء تسبب في 4.2 مليون حالة وفاة مبكرة في العالم في عام 2019، وتعد سيارات البنزين مُساهما رئيسيا في تلويث الهواء. ويضر تلوث الهواء بالأطفال وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة بشكل خاص. ولأن السيارات الكهربائية لا تنتج أي عوادم، فقد تلعب دورا رئيسيا في تحسين جودة الهواء.
كشف تقرير حديث لجمعية الرئة الأمريكية أنه في حال استبدال السيارات التقليدية بسيارات صفرية الانبعاثات كالسيارات والشاحنات وسيارات الدفع الرباعي الكهربائية في الولايات المتحدة بحلول عام 2035، سوف تشهد البلاد تراجعا كبيرا في الوفيات المبكرة.
وأشار التقرير الذي اتخذ عنوان "القيادة من أجل هواء نظيف: الفوائد الصحية للسيارات والكهرباء صفرية الانبعاثات" إلى أنه في عام 2050، قد تقل الوفيات المبكرة بنحو 89300 حالة، وتنخفض نوبات الربو بنحو 2.2 مليون شخص، ما يخفض عدد أيام العمل المهدرة بمقدار 10.7 ملايين يوم عمل. ناهيك عن توفير نحو 978 مليار دولار تم دفعها في صورة تأمين صحي خلال 27 عاما. لكن هذه الفوائد الصحية لن تتحقق بمجرد تبديل السيارات؛ بل يحتاج الأمر إلى التحول إلى مصادر كهرباء نظيفة غير قابلة للاحتراق، كطاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة المائية وطاقة جوف الأرض والطاقة النووية.
وفي معرض التعليق على التقرير، قال مؤلف التقرير ويليام باريت: "للتحول إلى التقنيات صفرية الانبعاثات أهمية بالغة، والمهم أيضا التأكد من وضع السياسات والاستثمارات والحوافز التي تُعين كل المجتمعات على الاستفادة من هذه الفوائد الصحية ومن خيارات النقل الصديقة للصحة."
جودة الهواء في مختلف مدن الإمارات سوف تتحسن كثيرا عند التوسع في استخدام حلول النقل النظيفة.
وفي دولة الإمارات، أعلنت مريم المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، عن إطلاق دراسة محورية للتعمق في تداعيات جودة الهواء على الصحة العامة. والمبادرة عبارة عن جهد تعاوني بين الوزارة ومجموعة "بيور هيلث" بهدف تسليط الضوء على العلاقة بين جودة الهواء ومتوسط العمر المتوقع وجودة الحياة.
وقالت المهيري: "بتقييم أثر جودة الهواء على الصحة، يمكننا اتخاذ قرارات مستنيرة تُساهم في العمل المناخي الفعال، وتعزز صحة المجتمع وتحقق الاستدامة الشاملة".
وبينما تستعد الإمارات لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في نوفمبر المقبل، وتماشيا مع عام الاستدامة، فإن هذه الشراكة مع بيور هيلث تؤكد التزام الدولة ببناء مستقبل مستدام للجميع.
وأضافت الوزيرة أن الدراسة تدعم جهود الدولة في مجال تحقيق التوازن المثالي بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية كصحة أفراد المجتمع.
وعلق فرحان مالك، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بيور هيلث، قائلا: "من خلال الأبحاث وتقييم أثر جودة الهواء على الصحة العامة، يمكننا العمل على بناء مستقبل أكثر صحة ومرونة لشعب الإمارات".
كيف يضر تلوث الهواء بصحة الإنسان؟
تلوث الهواء ينال من صحة الإنسان بعدة طرق. فقد يُمرض الشعب الهوائية ويصيب بعسر التنفس. وقد يسبب التهاب وتلف الرئتين وأعضاء أخرى.
وقد يزيد تلوث الهواء خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل سرطان الرئة والقلب والسكتة الدماغية والربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن والالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية. وكما يظهر في إحصاءات منظمة الصحة العالمية، كل هذه الأمراض قد تؤدي إلى زيادة الوفيات المبكرة. WHO statistics, these can all result in increased numbers of premature deaths.
والأطفال معرضون بشكل خاص للآثار الصحية لتلوث الهواء، إذ لا تكون رئة الأطفال في طور النمو، والمرجح أن يتنفسوا بعمق أكبر وبسرعة أكبر ما قد يعرضهم لمزيد من الملوثات.
السيارة الكهربائية: كيف تُحسّن نوعية الهواء وصحة الإنسان؟
يمكن للسيارات الكهربائية أن تساعد في تحسين جودة الهواء وصحة الإنسان بعدة طرق.
نظرا لأنها لا تنتج أي انبعاثات من أنابيب العادم، فلا تدخل أي ملوثات خطيرة كالجسيمات الدقيقة (المعروفة باسم PM2.5) إلى الغلاف الجوي.
كما أنها لا تنتج أي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتي تساهم في تغير المناخ. وتغير المناخ تهديد كبير للصحة العامة ويسبب المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة كموجات الحر والفيضانات التي قد تؤدي إلى انتشار الأمراض والوفيات.