العديد من السيارات الكهربائية تتسارع من الصفر إلى سرعات عالية بشكل أسرع بكثير من السيارات التقليدية. وفي اختبار أجرته شركة Gridserve للشحن، وجدت أن أبطأ السيارات الكهربائية تتسارع بسرعة أكبر من السيارات العادية بحوالي 43٪. أي أن السيارات الكهربائية بالنسبة للسائق المتدرب تمثل تحديا، وقد يجد السائق المستجد أيضا صعوبة في التحكم فيها. لكن مع تسارع التحول إلى السيارات الكهربائية، قد يحتاج المتدربون على السياقة في المستقبل للتدرب على هذا التحدي الإضافي. السؤال هنا: لماذا لا نبدأ الآن؟
السيارة الكهربائية هي خيار صديق للبيئة
أحد أبرز محفزات تشجيع الناس على قيادة سيارة كهربائية هو خفض تلوث البيئة. كل متدرب جديد على السواق يحتاج نحو 45 ساعة للنجاح في اختبار السواق الأساسي. هذه الساعات يقضيها المتدرب على الطريق في سيارة تُنتج كميات كبيرة من الغازات الضارة بالبيئة والصحة. بينما السيارات الكهربائية لا تُنتج هذه الأبخرة الضارة.
حتى الآن، ربما خيار تعليم السياقة على سيارة كهربائية غير متوفر في الإمارات. لكن قريبا سوف تتوفر بعض الحلول التي تسمح بمتابعة عوادم السيارات والكربون الناتج عنها. وتخطط شركة الإمارات لتعليم قيادة السيارات (EDC) في أبو ظبي وشركة "كربون صفر" الناشئة والمتخصصة في تكنولوجيا المناخ ومقرها دبي، لطرح "رخصة قيادة خضراء" – ويشمل تحليل كمية الكربون المنبعثة أثناء عملية التدريب على السياقة وحتى الحصول على الرخصة.
لكن هذه الخطوة تعتبر بسيطة إن كان هدفنا النهائي هو التخلص من انبعاثات الكربون تماما. وقد يكون الأجدى البحث عن مدرسة سياقة بها خيار التدريب على سيارة كهربائية. ونقطة البداية قد تكون في معهد الإمارات للسياقة في دبي الذي يقدم دروس السياقة على سيارة تسلا X.
السيارة الكهربائية هي المستقبل
إن أطلنا النظر إلى عام 2035، سنجد أن جميع السيارات على الطرق أصبحت كهربائية، ولن يُتاح لنا تعلم السياقة في سيارة بنزين. وستختفي الحاجة إلى الضغط على القابض وتبديل عصا التروس. فلماذا نتعلم الآن على سيارات عادية؟
لنأخذ المملكة المتحدة مثالا، تسعى المملكة إلى إدخال السيارات الكهربائية إلى أساطيل باصات المدارس في أسرع وقت. يقول إدموند كينج، رئيس جمعية السيارات البريطانية، التي تدير واحدة من أكبر مدارس تعليم قيادة السيارات: "هناك قناعة عامة بعدم الحاجة إلى تعلم تبديل السرعات في السيارة. في المستقبل القريب جدا، سوف نستخدم تكنولوجيا السياقة الذاتية كما أن جميع السيارات الكهربائية أوتوماتيكية."
ترويض السيارة الكهربائية!
كما أشرنا سابقا، السيارات الكهربائية تتسارع كالوحش المنطلق في البراري. وربما شاهد بعضنا النتائج التي قد تصدر عن عزم الدوران غير المنضبط في السيارات الكهربائية في مقاطع يوتيوب، والتي يظهر فيها سائقون شبان يتجولون بعنفوان في الشوارع والمسارات.
إن كان الأمر كذلك، أليس الأفضل تعليم السائقين الجدد ترويض السيارة الكهربائية من اليوم الأول؟ لا أنسى أول مرة ضغطت فيها على دواسة سيارة "آودي إي ترون" في وضع السرعة الرياضية (S). رغم أن وضع "السرعة الرياضية" ليس الأسرع على الإطلاق، لكنه كان مُبهرا ومُخيفا في ذات الوقت. السيارة انطلقت خارج السيطرة في كسر من الثانية، ولحسن الحظ لم أكن عند التقاء طريقين. قد يتفوق أداء السيارة تسلا موديل 3 على 90 بالمائة من سيارات البنزين، إذ تنطلق السيارة من صفر إلى 100 كم في 3.4 ثانية. فإن حاولنا تدريب دارس السياقة على هذه السيارة قد يجتاز الاختبار في نصف الزمن المخصص للتدريب.
لدى بعض الدول متطلبات صارمة لاختبار قدرة السائق المستجد على التحكم في السيارة. فنلندا مثلا تُلزم السائق المستجد بالسياقة 18 ساعة على الأقل قبل الحصول على رخصة مؤقتة لمدة عامين. وخلال العامين، يستمر التدريب والتعليم على أسطح زلقة وفي المساء، ويتم تجريب السائق على مهارات متقدمة أخرى.
في الإمارات لحسن الحظ، ليس لدينا طقس متطرف أو جليد أو أمطار غزيرة مثل فنلندا، لكن ممكن تعزيز مهارات السائقين الجدد بالتدرب على سيارات كهربائية فائقة السرعة من اليوم الأول!
هذا الرأي قد لا يكون مقبولا لدى الجميع. فبعض مدربي السياقة يفضلون تسيير الأمور خطوة خطوة.
قال بيني مالبورج، مالك إحدى مدارس السياقة في الولايات المتحدة، في مقابلة مؤخرا: "السائق المستجد يُعاني مما نسميه الحمولة الفكرية الزائدة عند بداية التدريب. عليه أن يضبط دماغه لاستيعاب الانتباه للمخاطر ودقة توجيه عجلة السياقة والفرامل ومتابعة واستغلال الفجوات في حركة المرور، والتحكم في السرعة – كل هذا في نفس الوقت! بعد السياقة لفترة، يصبح الكثير من هذه المهارات تلقائيا."
وتابع: "في السيارات الكهربائية، لدينا شاشة أكبر بها معلومات أكثر. والسيارة الكهربائية تتسارع بسرعات مذهلة فوق قدرات معظم السائقين المستجدين. كما أن السيارات الكهربائية بها مستوى عال من الاستقلالية، ورغم أن هذه الاستقلالية رائعة للسائق الخبير، فقد تمنع تطوير مهارات السائق المستجد."
علينا إذا أن نتبنى الثورة الكهربائية خطوة خطوة. وبينما تمثل السيارات الكهربائية تحديات جديدة للسائق المبتدئ، فهي توفر فرصة لتدريب جيل من السائقين البارعين الواعين بالبيئة والصحة العامة. ومع تحول العالم نحو الاستدامة، نرى ضرورة تزويد كل سائق مستجد بالمهارات اللازمة للتحكم في سيارة المستقبل – السيارة الكهربائية. والبدء مبكرا دائما أفضل!