الإمارات.. هل تقع في غرام السيارات الكهربائية الصغيرة قريبا؟

في أي مكان في الإمارات إن قلبت ناظريك يُمنة ويسارا على طريق رئيسي أو جانبي، ستقع عيناك على سيارات تسلا وبولستار وغيرها من سيارات كهربائية وافدة حديثا إلى الدولة. هذه علامة واضحة على أن المجتمع الإماراتي تبنى السيارات الكهربائية. وقد أفاد استطلاع رأي أجرته شركة "يو جوف" YouGov الشهيرة بتكليف من مجموعة الفطيم، بأن اهتمام الناس في الإمارات بالسيارات الكهربائية متواصل مع سعي المواطن والمقيم إلى التحول لاستخدام سيارات كهربائية في المهام اليومية بحلول عام 2025.

وبغض النظر عن ماركة السيارة، هناك سمة مشتركة بين كل السيارات – حجم السيارة. في الإمارات، نادرا ما ترى سيارة كهربائية أصغر من مقاس السيارات السيدان. وهذه ليست مفاجأة لأن أهل الإمارات يعشقون السيارات الضخمة التي يمكن أن نُطلق عليها اسم "اليخوت البرية"، مثل مرسيدس AMG G63 وتويوتا لاندكروزر. ويميل أهل الإمارات نحو السيارات العملاقة بغض النظر عن عدد أفراد الأسرة، سواء كان لديهم عائلة كبيرة أو صغيرة. وهي ظاهرة مستمرة ولا دليل على انحسارها قريبا. والمرجح أن يتزايد ميل الناس للسيارات الضخمة مع توافر خيارات جديدة من عالم السيارات الكهربائية. وقد لاحظنا ظهور عدد متزايد من سيارات "جي إم سي هامر" الكهربائية في الشوارع مؤخرا. 

لكن ماذا عن سيارات المدن الصغيرة المدمجة مثل "فيات 500 إي" و"هوندا إي"؟ في أرض السيارات العملاقة، هل للسيارة الأصغر حجما فرصة في العيش ونصيب من النجاح؟ يقول جون إيفان ديوك أحد المقيمين في دبي وهو رجل الأعمال إنه يشك في حظوظ السيارات الصغيرة في الإمارات ويضيف: "كي أكون صادقا، حين أقود سيارة كهربائية صغيرة على طريق الشيخ زايد وتظهر خلفي سيارة نيسان باترول مثلا، فهل أشعر بالأمان؟ "

وهي وجهة نظر صحيحة في حالة السيارات الصغيرة التي تعمل بالبنزين، لاسيما في مكان تسيطر فيه السيارات الضخمة على الطريق. ويضيف جون: "(السيارات الصغيرة) تبدو عملية عند التجول في شوارع روما مثلا وليس في اختراق الطرق السريعة متعددة الحارات. ممكن أقتنع بشراء سيارة صغيرة للرحلات القصيرة، لكن الحجم أيضا مهم في رحلات مثل مشوار المدرسة."

يبدو من غير المرجح أن تحظى السيارات الصغيرة مثل فيات توبولينو بهذه الشعبية في هذا البلد. ومع ذلك جذابة إعلاناتهم.

تحدثنا أيضا إلى مستشارة العلاقات العامة ريم مارون التي قالت إن هناك تحد مشترك أمام شراء سيارة كهربائية – بغض النظر عن الحجم: "فكرنا في ذلك، لكن عانينا من طول فترات الانتظار للحصول على سيارة كهربائية في الإمارات. هذا أحد الأسباب عدم تحول البعض ونحن منهم إلى الكهرباء عند شراء سيارة جديدة. وتتابع ريم: "الترقية تستغرق ما بين 10 و12 شهرا في حالة السيارات الكهربائية مقابل 2-3 أشهر للسيارة العادية، وهذا فرق كبير جدا."

طرح هذه النقطة كل من تكلمنا معهم تقريبا عن السيارات الكهربائية صغيرة الحجم. هذه الفترة الزمنية هي نفس مدة الانتظار لشراء سيارة فيراري أو أستون مارتن مُخصصة حسب الطلب. وحتى شركات السيارات الكهربائية الأكثر مبيعا في الإمارات مددت فترات الانتظار بين موعد تسلم الدفعة الأولى من العميل وتاريخ تسليم السيارة. ومع دخول هذه العلامات التجارية الجديدة نسبيا إلى السوق، لا توجد قدرات للإنتاج الضخم في الخارج على ما يبدو. ولا شك أننا نحتاج إلى تغير ثوري في المشهد يقلل الانتظار في المستقبل القريب، لكن السيارات الكهربائية الأصغر حجما ما زالت تواجه حاجزا نفسيا لتحظى بنصيبها العادل من السوق.

معظم السيارات التي تقابلك على طرق دبي ضخمة الحجم!

على كل حال، الأمر لا يخلو من تفاؤل أيضا. طبيب الأسنان الدكتور أحمد ضحير يقول إنه ينوي شراء سيارة كهربائية صغيرة قريبا. ويضيف: "أنا شخصيا عند التفكير في شراء سيارة كهربائية صغيرة، تجذبني عوامل مثل سلاسة التعامل مع الحجم الصغير للسيارة واحتياجات الصيانة البسيطة. ويضيف: "انخفاض التكلفة وسلاسة التنقل تجعل السيارات الصغيرة خيارا مُقنعا، فضلا عن سهولة الحصول على مكان لصف السيارة!"

لكن المؤكد أن تسويق السيارات الكهربائية الصغيرة لسكان دولة الإمارات صعب نسبيا حاليا. لكن هناك مساحة في السوق لهذه الفئة، ويمكن أن نتصور مستقبلا قريبا تحظى فيه المحركات الصغيرة بحضور أكبر في شوارع الإمارات. فهي خيار مثالي كسيارة ثانية اقتصادية للعائلة أو كسيارة أولى للمستجدين في السياقة والحريصين على سلامة البيئة. ويبقى أن أمام السيارات الصغيرة عمل شاق لإقناع الجماهير بجدواها ومحاسنها!

يمكن لسيارة كهربائية صغيرة مثل Honda E أن تحقق العديد من المزايا من حيث التكلفة.

المنشورات ذات الصلة

المشاركات الاخيرة

مظاهر كلاسيكية تختفي من سياراتنا مع انطلاق شركات السيارات في سباق الحداثة

مظاهر كلاسيكية تختفي من سياراتنا مع انطلاق شركات السيارات في سباق الحداثة

أسرفت السيارات الحديثة في التخلص من المظاهر الكلاسيكية في السيارات الجديدة، مثل النوافذ اليدوية وعدادات المؤشرات والمصابيح الأمامية البارزة، في محاولة لارتداء زي الحداثة، لكن بعض عشاق السيارات ما يزالون يشعرون بالحنين للتصاميم والأجواء الكلاسيكية داخل السيارة.. فهل أنت مع الحداثة، أم مع العودة للأصول؟

سيارة جديدة من جاكوار تخرج للنور.. وتثير الجدل الجندري!

سيارة جديدة من جاكوار تخرج للنور.. وتثير الجدل الجندري!

أعلنت جاكوار عن سيارتها الجديدة “جاكوار تايب 00” بعد إعادة تصميمها بلمسات يسارية متطرفة أثارت الكثير من الجدل. صدرت السيارة بلون وردي قد يحمل إيحاءات جندرية جريئة. ستكون الآراء في هذه السيارة متضاربة بل وشديدة التضارب!

أحدث مقاطع الفيديو

All 7 emirates in one day in an EV

All 7 emirates in one day in an EV

يستكشف المؤثر محمد خليفة جميع الإمارات السبع في يوم واحد فقط في سيارة BYD الكهربائية. شاهد مغامرته هنا.

شركة “بي واي دي”.. قصة نجاح جديدة في الإمارات!

شركة “بي واي دي”.. قصة نجاح جديدة في الإمارات!

شاهد اللقاء الصحفي مع السيد حسن نرجس المدير العام لمجموعة الفطيم – الموزع الحصري لسيارات “بي واي دي” في الإمارات. أجرينا اللقاء على هامش افتتاح أحدث صالات عرض "بي واي دي" في شارع الشيخ زايد في دبي.

17 يناير, 2024