يخطط غالبية أصحاب السيارات في دولة الإمارات لتبني السيارات الكهربائية وجعلها وسيلة النقل الأساسية بحلول عام 2025، حسب دراسة استقصائية عن مشهد السيارات الكهربائية أجرتها شركة "يوجوف" (YouGov) بتكليف من مجموعة الفطيم للسيارات. وكشف استطلاع لرأي 2008 مواطن ومقيم في الإمارات عن نقلة نوعية في رؤية الناس للسيارات الكهربائية، بما يخدم أهداف الاستدامة العالمية واستراتيجية دولة الإمارات الطموحة "الحياد المناخي 2050".
وأعرب أكثر من ربع (26٪) الذين شملهم الاستطلاع، والذين لا يملكون سيارة كهربائية حاليا، عن اهتمامهم بشراء واحدة خلال 12 شهرا ، وقال نصفهم إنهم سيفكرون في التحول للسيارة الكهربائية في نفس الفترة. وذكر نحو 63% أن السيارة الكهربائية ستكون الوسيلة الرئيسية للسفر خلال 18 شهرا.
في حين أن نطاق السيارات الكهربائية لا يزال أحد الاعتبارات الرئيسية، أكد 65% من المشمولين بالاستطلاع أنهم سيتحولون إلى سيارة كهربائية لا يقل مداها عن 600 كيلومتر.
وتشير هذه النتائج إلى تزايد سريع في قبول السيارات الكهربائية، مدفوعا بالاهتمام بتخفيف الأثر البيئي للسيارات التقليدية، حسب 64% من المشاركين.
بدأنا نشهد تسارعا في اهتمام الناس بالتحول السريع إلى السيارات الكهربائية في الإمارات.
طفرة في اهتمام الناس بالسيارة الكهربائية
توقع حوالي 28% ممن شملهم الاستطلاع أنه بحلول عام 2030، سوف يستخدم ما بين 30% و50% من سكان الإمارات السيارات الكهربائية أو الهجين. ويعتقد 73% أن دولة الإمارات سوف يكون لديها شبكة شاملة من محطات الشحن، كل بضعة كيلومترات، في أنحاء الدولة بحلول عام 2028.
وفي معرض تعليقه على نتائج الاستطلاع، قال كتيب بلخوجة، مدير مركز العملاء في الفطيم للسيارات: “أولا النتائج تجاوزت توقعاتنا. بما أن 63% من المشاركين أعربوا عن رغبتهم في جعل السيارات الكهربائية وسيلة النقل الأساسية لهم، هذه النتائج ليست إيجابية فحسب، وإنما تعكس تصورات العملاء في دولة الإمارات للتنقل الكهربائي. كان من المهم جدا لنا في الفطيم للسيارات إجراء هذا الاستطلاع، والتوصل إلى فهم دقيق لعقلية العملاء، خاصة على خلفية مؤتمر المناخ (كوب 28).
تفنيد المخاوف من السيارة الكهربائية
رغم نتائج هذا الاستطلاع، لا يزال هناك بعض المخاوف التي قد تعوق تبني السيارات الكهربائية على نطاق واسع. فقد أشار 49% من المشاركين إلى أن السلامة عامل مهم جدا في السيارة الكهربائية. لكن المخاوف من السلامة في السيارة الكهربائية قد يكون سببه عدم ألفة الناس بالسيارات الكهربائية. فالسيارات الكهربائية بشكل عام أكثر أمنا من السيارات العادية؛ وهي أقل عرضة للانقلاب في الحوادث وأقل عرضة للاشتعال. وهي أيضا سيارات حديثة مزودة بأحدث ميزات السلامة وتكنولوجيا الوقاية من الاصطدامات.
ويرى حوالي ثلثي المشاركين في الاستطلاع (68٪) أن السيارات الكهربائية أغلى من سيارات الوقود، ما قد يُعيق التحول إليها. صحيح أن سعر السيارات الكهربائية أعلى، لكن تكاليف التشغيل أقل ومن المتوقع أن تتساوى تكلفة اقتناء السيارات الكهربائية خلال ثلاث سنوات من الآن.
كما أن عدم القدرة على تركيب محطات شحن في المنزل لا يزال يُقلق 44% من المشاركين في الاستطلاع، ما يؤكد الحاجة إلى توفير مزيد من خيارات الشحن. وهي مشكلة خاصة في المباني السكنية، حيث لا يتم السماح أحيانا بتركيب جهاز شحن منزلي.
مع ذلك، من بين المشاركين الذين رأوا أن السيارة الكهربائية غير قابلة للتطبيق، ذكر حوالي 74٪ أنهم قد يفكروا في شراء سيارة هجين، كونها أقل تلويثا من السيارات التقليدية.
أصبح عدد كبير من سيارات الأجرة في دبي هجينا. وقد تابعنا في مؤتمر المناخ (كوب 28) زيادة واضحة في وسائل النقل العام التي تعمل بالكهرباء بالكامل.
وأضاف كتيب بلخوجة: “رغم وجود بعض العوائق الواجب التغلب عليها، نتائج الدراسة عززت إيماننا باستراتيجيات التنقل الكهربائي التي نطبقها حاليا. إن التزامنا بتطوير المنظومة العامة للتنقل الكهربائي – التي تشمل مجموعة واسعة من السيارات الكهربائية، ومحطات الشحن الخاصة بنا (Charge2Moov) والتدريب على خدمات ما بعد البيع – هو الرد المناسب على معظم المخاوف من اعتماد السيارات الكهربائية. نحن مجموعة السيارات الوحيدة في المنطقة التي آلت على نفسها توفير هذا العرض الشامل والمتكامل للسيارات الكهربائية، لهذا نحن على يقين بقدرتنا على تسريع التحول الأخضر والوفاء بتعهدنا بتوفير 50٪ سيارات الطاقة الجديدة وتركيب 10% من محطات الشحن في البلاد بحلول عام 2030. هدفنا الرئيسي الآن هو تمكين المساواة في سوق السيارات الكهربائية بطرح مجموعة واسعة من حلول التنقل الكهربائي بأسعار وقدرات أداء متنوعة. وهذا يعالج تحديدا رأي العملاء في مسألة التسعير وتكاليف السيارات الكهربائية مقابل السيارات التقليدية.
تعد الفطيم للسيارات رائدة في مجال التنقل الأخضر في دولة الإمارات منذ عام 2008، حيث طرحت في البداية سيارات هجين بالتعاون مع شركة تويوتا. ومنذ ذلك الحين، قامت المجموعة بتوسيع نطاق بصمتها الصديقة للبيئة بتقديم مجموعة من سيارات الطاقة الجديدة من علامات تجارية بارزة مثل بولستار وفولفو ولكزس و"بي واي دي".
يبدو أن رغبة أصحاب السيارات في تبني السيارات الكهربائية في دولة الإمارات تتسارع بمعدل أسرع من المتوقع. حتى قبل 12 شهرا، لم يكن أحد يتوقع تسارع المشاعر الإيجابية بين أصحاب السيارات في الإمارات حيال السيارات الكهربائية. وهذه أخبار طيبة، ليس فقط لشركات السيارات التي تود بيع سيارات جديدة، لكن أيضا فيما يتعلق بخفض الأثر المناخي لحركة النقل في المستقبل.