تتأهب إمارة دبي لاستقبال ضيف جديد على طرقها – أول شاحنة تعمل بالكهرباء بالكامل، والتي سوف تكتب فصلا جديدا في تاريخ النقل في دولة الإمارات، وتفتح الطريق أمام مستقبل أكثر خضرة واستدامة.
والشاحنة الكهربائية التي تنتظرها دبي من صناعة شركة فولفو وتوزعها شركة الفطيم للآليات والماكينات (فامكو) التابعة لمجموعة الفطيم. ومن المتوقع تدشين أول رحلة للشاحنة الكهربائية في دبي في أقرب وقت، لتشكل بداية نشاط أسطول الشاحنات الصديق للبيئة في الإمارات. وتتميز شاحنات فولفو الكهربائية للمهام الثقيلة بمدى سير طويل يصل إلى 300 كيلومتر، مع القدرة على نقل حمولات ضخمة تتجاوز 44 طنا في النقلة الواحدة. وقد تم تصميم هذه الشاحنات الكهربائية لتجسير فجوات النقل بين المدن، ومن المتوقع أن تقدم بديلا واعدا للشاحنات التقليدية طويلة المدى التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود.
وفي معرض حديثه عن هذه الشحنات، قال يوهان سيلفين، نائب رئيس المبيعات والتسويق بشركة فولفو للشاحنات الدولية، عند إطلاق الشاحنة في يونيو الماضي، إن شاحنات فولفو الكهربائية "سيتم استخدامها للنقل الإقليمي وبين المدن – لخدمة أغراض مثل النقل بين مراكز المدن والمواني." وأضاف أن شاحنة الشركة استحوذت على اهتمام العديد من الشركات الدولية العملاقة، أحدها مجموعة يونيليفر الدولية التي اشترت عددا منها، بينما سجلت العديد من الشركات الدولية اهتمامها بشراء هذه الشاحنات.
ومن المميزات الواضحة في هذه الشاحنات الكهربائية قدرتها على السير لمسافات طويلة بشحنة كهربائية واحدة. يقول سيلفين: "مدى الشاحنة الذي يبلغ 300 كم يُتيح السفر بين أبوظبي ودبي بشحنة واحدة".
وتعتبر هذه السيارات العملاقة متوافقة مع محطات الشحن الكهربائي المستخدمة على نطاق واسع في الإمارات. ورغم أنها تحتاج إلى وقت طويل نسبيا لإتمام دورة شحن، يستطيع قائد السيارة شحنها في المساء واستخدامها طوال يوم العمل التالي.
ويأتي الإعلان عن هذه الشاحنة الكهربائية بعد إعلان أبوظبي استخدام سيارات كهربائية في جمع النفايات في عموم الإمارة.
وقال أنطوان بارت، نائب رئيس الفطيم للسيارات: "نسعى إلى تبني شاحنات المهام الشاقة الكهربائية لإثراء أسطولنا. وهذا إنجاز جديد وسوف يُحدث تغييرا كبيرا".
وتشهد سوق الشاحنات الكهربائية حركة نشطة ومحمومة في أنحاء العالم. وقد أعلنت وكالة الطاقة الدولية أنه تم بيع أكثر من 60 ألف شاحنة كهربائية متوسطة إلى ثقيلة حول العالم في عام 2022، وتصدرت الصين مشتري هذه الشاحنات باقتناء نحو 52 ألف شاحنة كهربائية خلال العام.
وتلتزم دولة الإمارات بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ما يستلزم تحولا كبيرا من مركبات البنزين والديزل إلى السيارات الكهربائية.
وقال بارت: "تاريخيا اعتمدت هذه المنطقة على البنزين بشكل مكثف. لكن أعتقد أن هذا العصر سيصبح تاريخا في القريب العاجل؛ وأصبحنا نرى المزيد من السيارات الكهربائية على الطرق وهذا دليل على الالتزام بالمستقبل الأخضر".
وقال أحمد قادوس، رئيس سلسلة التوريد في شركة يونيليفر الشرق الأوسط وتركيا: "التزمنا بالحياد الكربوني في أنحاء سلسلة القيمة بحلول عام 2039. وستلعب الخدمات اللوجستية دورا حاسما في تحقيق هذا الطموح لأنها تساهم بنحو 15٪ من الانبعاثات لدينا. ولتحقيق ذلك، نريد دفع أعمالنا إلى ما وراء الحدود الحالية لنرى كيف نستطيع علاج الأزمة البيئية الحالية. لذا نحن رواد حركة النقل الخضراء في دولة الإمارات. وسوف تشكل هذه الشاحنة الكهربائية الإضافة الثانية لأسطولنا. وفي شهر مارس، أضفنا أول شاحنة كهربائية إلى أسطولنا في الإمارات."
ويمثل طرح هذه الشاحنة الكهربائية قفزة إلى الأمام، ما يدل على التزام الإمارات بحلول النقل المستدامة والمستقبل الأخضر.