استجابة للتطور المحموم في صناعة السيارات الكهربائية، استطاعت شركة تسلا تحقيق نقلة هائلة على صعيد شحن بطاريات سياراتها. فقد بدأت الشركة الأمريكية العملاقة في استخدام بطاريات النصل التي ابتكرتها شركة “بي واي دي” الصينية في موديل "تسلا واي" الأكثر مبيعا في العالم – والتي تقوم تسلا بتجميعها في مصنعها العملاق في برلين (ألمانيا). والنتيجة؟ تحسن مُدهش في سرعة شحن بطاريات "تسلا واي"!
قبل هذا القرار الجريء من تسلا، كانت شركة "كاتل" الصينية المتخصصة في تصنيع البطاريات تحتكر توريد البطاريات لسيارات "تسلا واي" في أوروبا. لكن بداية من شهر مايو 2023، أعلنت تسلا استخدام بطاريات “بي واي دي” أيضا.
وتؤكد البيانات المعلنة على موقع المنتدى الألماني لعشاق سيارات تسلا Tesla Fahrer und Freunde تفوق أداء بطارية النصل من إنتاج “بي واي دي” على بطاريات شركة "كاتل" بمعدلات عالية جدا.
والعامل المشترك بين بطارية “بي واي دي” وبطارية "كاتل" أنهما بطاريات ليثيوم فوسفات الحديد (LFP)، لكن بطارية "بي واي دي" قادرة على الشحن بسرعات عالية مستقرة حتى نهاية عملية الشحن. وطبقا لموقع "نوت بوك تشيك"، فإن مالكي سيارة “تسلا واي” المزودة ببطارية النصل استطاعوا الحفاظ على سرعات شحن 172 كيلو وات حتى امتلاء 50% من البطارية.
على عكس ذلك، لم تستطع سيارات “تسلا واي” المزودة ببطارية "كاتل 62" الحفاظ على نفس سرعة الشحن، وبدأت سرعات الشحن في التناقص تدريجيا إلى 50 كيلووات عند امتلاء البطارية بنسبة 90% من سعة الشحن. Notebook Check.
وأطلقت شركة “بي واي دي” بطاريات النصل الثورية لأول مرة عام 2020، والشركة تستخدم هذه البطارية في ثلاثة موديلات من إنتاجها هي السيارة "أتو 3" و"هان" و"تانج الرياضية"، وتتميز هذه البطارية بطول العمر وسرعة الشحن الخاطفة. وتؤكد “بي واي دي” أن "بطارية النصل قادرة على السير لمسافات تتجاوز 1.2 مليون كيلومتر والشحن لـ 3000 مرة".
صورة المهندس المعماري لمصنع Tesla Berlin Gigafactory ، من موقع Tesla الإلكتروني..
وهنا تجدر الإشارة إلى أن تكنولوجيا البطاريات الكهربائية تتطور بسرعة البرق، وبالتالي فإن معركة إنتاج أفضل بطارية لم تنته بعد بين الشركات المتنافسة. فشركة "كاتل" تسعى إلى إنتاج بطارية جديدة هذا العام – هي بطارية M3P – لتنافس “بي واي دي” التي قضمت نسبة من حصتها السوقية. وتشير مصادر إلى أن بطارية "كاتل" القادمة تستخدم ابتكارات جديدة على مستوى مواد التصنيع بما يحقق كثافة طاقة أعلى وتفوقا على مستوى الأداء، فضلا عن استخدام مادة إضافية هي المنجنيز.
هذه التكنولوجيا الجديدة تبشر بالخير لعشاق السيارات الكهربائية. وطبقا لموقع "نوت بوك تشيك"، فإن شركة "جاك" (GAC)، التي تُنتج أول سيارة دفع رباعي تسير ما يقرب من ألف كيلومتر بشحنة واحدة، تستخدم معدن المنجنيز في تصنيع بطارية فوسفات الحديد والليثيوم. وبإمكان هذه البطارية الامتلاء بالشحن في نصف زمن شحن البطاريات الحالية مع تقديم كفاءة أكبر في استهلاك الطاقة وأداء متميزا في الأجواء الباردة.
وحتى الآن نحن لا نعرف الكثير عن مواصفات بطارية M3P الجديدة على وجه الدقة. لكن مصادر داخلية في شركة "كاتل" تقول إن خلايا البطارية تضمن كثافة طاقة أعلى وتحافظ على عمر البطارية وتقصر فترة الشحن. وهذا يكشف التسابق المحموم بين الشركات المصنعة على إنتاج أفضل بطارية تضمن أفضل كثافة للطاقة وسرعة شحن وعمر بطارية، ما يؤكد أننا سنكون أمام نقلة نوعية في واقع البطارية الكهربائية في السنوات القادمة.
وقد لخّص توني صبا، رائد الأعمال الشهير في مجال السيارات الكهربائية، في حوار صحفي على بودكاست "ذا دريفين" The Driven الثورة القادمة في تكنولوجيا البطاريات قائلا: "قريبا جدا سنشاهد سيارات كهربائية تقطع مليون ميل بنفس البطارية."
والخلاصة؟ غروب شمس محركات الاحتراق الداخلي أصبح أقرب مما نتصور!
