أقامت شركتا إنيركاب وروكس موتور شراكة لتطوير تخزين الطاقة الكهروستاتيكية في المركبات الكهربائية، بإطلاق منشأة تخزين فائقة السعة بقدرة 16 جيجاوات/ساعة في المصفح. منشأة التخزين الفائقة السعة هي نوع من أنظمة تخزين الطاقة التي تستخدم المكثفات الفائقة لتوفير دفعات سريعة من الطاقة، مما يجعلها مثالية للتطبيقات التي تتطلب دورات شحن وتفريغ سريعة، مثل موازنة الشبكة أو دعم شحن المركبات الكهربائية. تدعم هذه الخطوة أهداف الإمارات العربية المتحدة للوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050، وتعزز التصنيع المحلي في إطار خارطة طريق الدولة لإزالة الكربون الصناعي واستراتيجية "عملية 300 مليار".
تشتهر شركة إنيركاب، التابعة لشركة أبيكس للاستثمار، بابتكاراتها في أنظمة تخزين الطاقة الكهروستاتيكية غير الكيميائية. تتميز هذه الأنظمة، التي تُطور وتُنتج في الإمارات العربية المتحدة، بقدرات شحن سريعة وعمر افتراضي طويل، مع تقليل مخاطر الانفلات الحراري، وهو عامل مهم في تكنولوجيا البطاريات.
تعتزم شركة ROX Motor، المعروفة عالميًا بسيارات الطاقة الجديدة، دمج تقنية Enercap المتطورة في طرازاتها القادمة من السيارات الكهربائية. ولا يقتصر هذا التكامل على تحسين أداء السيارة فحسب، بل يتماشى أيضًا مع أهداف الاستدامة الأوسع.
تتوافق هذه الشراكة تمامًا مع الاستراتيجيات الوطنية الطموحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك مبادرة "عملية 300 مليار"، وصناعة الإمارات 4.0، ومبادرة "صافي صفر" الشاملة بحلول عام 2050. ومن خلال تسخير الابتكار المحلي والخبرة التصنيعية، يسعى هذا التعاون إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في سوق السيارات الكهربائية العالمي التنافسي، مع المساهمة في مسيرة الدولة نحو التنوع الاقتصادي والتقدم التكنولوجي.
لتعزيز نطاق هذا التعاون، أعلنت شركتا إنيركاب القابضة وأبيكس للاستثمارات عن خطط لبناء منشأة تصنيع واسعة النطاق في منطقة المصفح الصناعية بأبوظبي. ومن المقرر أن تنتج هذه المنشأة 16 جيجاواط/ساعة من حلول تخزين الطاقة فائقة السعة سنويًا، ومن المتوقع أن تصبح الأكبر من نوعها في العالم. يوفر اعتماد تقنية المكثفات الفائقة مزايا عديدة مقارنةً ببطاريات الليثيوم أيون التقليدية، بما في ذلك تحسينات كبيرة في ميزات السلامة، وعمر تشغيلي أطول، وأوقات شحن أسرع. ويأتي هذا التطور في الوقت المناسب، لا سيما في ظل الطلب المتزايد على حلول تخزين الطاقة الفعالة في قطاعي الطاقة المتجددة وإنتاج المركبات الكهربائية.
تتماشى هذه المبادرة أيضًا مع خارطة طريق الإمارات العربية المتحدة لإزالة الكربون من الصناعة، التي كُشف عنها في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP28)، والتي تسعى إلى تحقيق خفض تراكمي قدره 2.9 جيجا طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050. تتضمن خارطة الطريق أهدافًا مرحلية، تستهدف خفضًا بنسبة 5% بحلول عام 2030، وخفضًا كبيرًا بنسبة 93% بحلول عام 2050، مع التركيز على الصناعات الرئيسية المُصدرة للانبعاثات مثل الأسمنت والصلب. إن دمج تقنيات تخزين الطاقة المتقدمة في المركبات الكهربائية لا يدعم هذه الخارطة فحسب، بل يلعب أيضًا دورًا حاسمًا في استراتيجية الإمارات العربية المتحدة الأوسع نطاقًا للعمل المناخي.
في إطار برنامج الثورة الصناعية الرابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، تعمل الحكومة على تسريع تبني التقنيات المتقدمة في قطاعها الصناعي. ويهدف هذا البرنامج إلى زيادة الإنتاجية بنسبة 30% من خلال تعزيز التنافسية عبر خفض التكاليف وتحسين الكفاءة، مع توفير فرص عمل جديدة. وتُظهر هذه المبادرات التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتهيئة بيئة صناعية مستدامة قادرة على جذب الاستثمارات العالمية، وترسيخ مكانة الدولة كدولة رائدة في مجال التكامل التكنولوجي.