أكدت شركة تسلا خططها لإنشاء أول مصنع لتصنيع السيارات في إفريقيا في المنطقة الحرة بالقنيطرة بالمغرب، باستثمار 5 مليارات دولار لإنتاج 400,000 ألف سيارة كهربائية سنويًا بحلول عام 2027، مما يشير إلى دفعة كبيرة لطموح المغرب كمركز إقليمي لتصنيع السيارات الكهربائية.
يبرز قطاع السيارات المغربي بسرعة كوجهة جذب للاستثمار العالمي، لا سيما في قطاع السيارات الكهربائية، وهو ما أبرزته خطوة شركة تيسلا الأخيرة لترسيخ وجودها في البلاد. وقد تم تأكيد تأسيس فرع مغربي جديد لشركة تيسلا، مما يعزز اهتمام الشركة المتزايد بالسوق. وتأتي هذه المبادرة في أعقاب إطلاق ستارلينك، وهو مشروع آخر لإيلون ماسك، خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في المغرب، مما يؤكد توسع حضور ماسك في المنطقة.
رسّخ المغرب مكانته كمركز محوري لصناعة السيارات، جاذبًا شركات تصنيع مرموقة مثل رينو وستيلانتس التي أنشأت مصانعها في البلاد. يوفر المغرب بيئة أعمال جاذبة، ويضم مناطق صناعية حديثة، وقوى عاملة ماهرة، وسياسات تصدير استراتيجية تستهدف أوروبا وأفريقيا والأمريكتين. وينسجم دخول تيسلا تمامًا مع هذا المسار، مما يُشير إلى حماس العلامة التجارية للاستفادة من إمكانات النمو في المغرب والاستفادة من موقعه الاستراتيجي كبوابة إلى أسواق أفريقية أوسع.
الأهم من ذلك، تستعد شركة تيسلا لبناء أول مصنع سيارات أفريقي لها في المنطقة الحرة بالقنيطرة بالمغرب، بالقرب من ميناء طنجة المتوسط. يمتد المصنع المخطط له على مساحة 300 هكتار، ويمثل استثمارًا بقيمة 5 مليارات دولار أمريكي، يهدف إلى إنتاج 400,000 ألف سيارة سنويًا، بما في ذلك طراز Y الشهير، وطراز صغير قادم بسعر حوالي 25,000 ألف دولار أمريكي، مصمم خصيصًا للأسواق الناشئة. من المقرر أن يبدأ البناء في سبتمبر 2025، على أن يبدأ الإنتاج أواخر عام 2027. ومن المتوقع أن يوفر هذا المشروع الضخم حوالي 25,000 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، مما يعزز التوظيف المحلي والنشاط الصناعي.
قد يُحدث وصول تيسلا تحولاً جذرياً في المنظومة الصناعية المغربية. ومن المرجح أن يُحفّز نموّ الموردين والشركات التكنولوجية الناشئة والمراكز التعليمية، مما يُسهم في الارتقاء بمستوى قطاع السيارات في البلاد. والأهم من ذلك، أن هذا يتماشى مع طموحات المغرب في أن يصبح رائداً في صناعة السيارات في أفريقيا، لا سيما من خلال التركيز على التقنيات الكهربائية والخضراء. وقد لعبت الحوافز الحكومية دوراً محورياً في تعزيز الاستثمارات ذات المحتوى التكنولوجي العالي، مما يجعل المغرب وجهةً جاذبةً للصناعات المتطورة.
يُعد هذا التوسع جزءًا من زخم أوسع نطاقًا يتزايد حول التنقل الكهربائي في المغرب. وقد مثّل افتتاح تيسلا أول محطتي شحن فائق لها في الدار البيضاء وطنجة أولى خطواتها في سوق السيارات الكهربائية الأفريقية، مؤكدةً التزامها بتطوير البنية التحتية للشحن اللازمة لاعتماد السيارات الكهربائية. واستكمالًا لمشاريع تيسلا، افتتحت شركة إس تي ميكروإلكترونيكس مؤخرًا خط إنتاج رقائق إلكترونية بالقرب من الدار البيضاء لتصنيع رقائق إلكترونية دقيقة للسيارات مخصصة لسيارات تيسلا الكهربائية، مما يُلبي احتياجات سلسلة التوريد الأساسية، ويُعزز الدور الناشئ للمغرب في قطاعي تصنيع أشباه الموصلات والسيارات الكهربائية.
إضافةً إلى هذا المشهد النابض بالحياة، لعبت الاستثمارات الصينية دورًا هامًا. فقد وقّعت مجموعة BTR للمواد الجديدة صفقةً بقيمة تزيد عن 300 مليون دولار أمريكي لإنشاء مصنع لإنتاج مكونات بطاريات السيارات الكهربائية في منطقة طنجة التقنية بالمغرب. ويُبرز هذا التنوع في الاستثمارات استراتيجية المغرب الرامية إلى أن يصبح ليس مجرد مركز لتجميع السيارات، بل مركزًا شاملًا لتصنيع السيارات الكهربائية بسلاسل توريد متكاملة.











